نسعى من خلال هذا المقال إلى تقديم مجموعة من الآيات القرآنية التي تعكس معاني السكينة والطمأنينة والاطمئنان من الخوف. يواجه الإنسان في حياته العديد من الضغوطات والمواقف الصعبة التي قد تسبب له شعور القلق والتوتر، مما يجعل من الضروري البحث عن الأمان والسكينة. فهل هناك أي ملاذ يمكن أن يلجأ إليه الإنسان سوى خالقه، الذي يملك كل شيء في هذا الكون؟
يمكن للإنسان أن يتجاوز مخاوفه ويختبر الطمأنينة في قلبه بفضل قدرة الله تعالى. فقد جاء في كتابه العزيز: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، لذا ينبغي على من يشعر بالذعر أو القلق أن يلجأ إلى ذكر الله، الذي يتيح له التخفيف من تلك المشاعر السلبية.
تعد قراءة القرآن الكريم علاجًا فعالًا لكافة المشاعر المزعجة. فالقرآن هو شفاء لما في الصدور، ويحتوي على آيات تشعر الإنسان بالسكينة وتبعد عنه الخوف. سنستعرض معكم بعضاً من هذه الآيات في هذه المقالة.
محتويات
آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف
- تُعَدُّ السكينةُ الطمأنينة والسلام الداخلي الذي غرسه الله عز وجل في قلوب عباده، مما يمنحهم شعورًا بالراحة. ومن الآيات الدالة على ذلك:
- ”هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عليما حكيما” (سورة الفتح: 4).
- ”إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا ۚ والله عزيز حكيم” (سورة التوبة: 40).
- ”وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين” (سورة البقرة: 248).
- ”ثم نزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأرسل جنودا لم يروها وعاقب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين” (سورة الفتح: 26).
- ”لقد رضي الله عن المؤمنين عندما بايعوك تحت الشجرة، وعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم وأثابهم بفتح قريب” (سورة الفتح: 18).
آيات الانشراح
- يعبر الانشراح عن الإحساس بالسلام الداخلي والراحة، وقد تتضمن آيات الانشراح ما يلي:
- ”قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي” (سورة طه).
- ”ألم نشرح لك صدرك وأزلنا عنك وزرك الذي أضنا ظهرك، ورفعنا لك ذكرك، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب” (سورة الشرح: 8).
- ”فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء، كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون” (سورة الأنعام: 125).
- ”أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله، أولئك في ضلال مبين” (سورة الزمر: 22).
- ”وَقَالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِيَ أَذْهَبَ عَنّا الْحَزَنَ إِنّ رَبّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ”.
- ”يا أيها الناس، لقد أتتكم نصيحة من ربكم تشفي القلوب المكسورة وتهدي الضالين وتعطي رحمة للمؤمنين” (سورة يونس: 57).
آيات لإزالة الخوف والقلق
- يواجه الإنسان في بعض الأوقات مخاوف تجعله يستعين بالقوة الإلهية ليشعر بالأمان، ومن الآيات التي تزيل الخوف:
- تتحدث الآية عن الذين قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم رد الله عليهم بنعمته وفضله ولم يصيبهم سوء، واتبعوا رضا الله فإنه ذو فضل عظيم، ومن يخاف الشيطان وأولياؤه فليخشهم، ولكن لا تخافوهم إذا كنتم مؤمنين.
- ”عندما استغيثتم بربكم، فأجابكم وقال: إني سأمدكم بألف من الملائكة المردفين. وما جعل الله ذلك إلا كبشارة لكم، ولتطمئن قلوبكم، والنصر إنما هو من عند الله، وإن الله عزيز حكيم. عندما غشيكم النعاس كنتم آمنين من الله، وأنزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به، ويذهب عنكم رجس الشيطان، ويربط على قلوبكم، وبه يثبت أقدامكم” (سورة الأنفال).
- ”لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”.
- يبقى القرآن شفاءً وبركةً، ففي قراءته تكمن البركة، وفي تركه تجلب الحسرة. فجميع آيات القرآن تُسهم في تخفيف الهموم وزيادة السعادة والسكينة، كما قال الله تعالى: ”الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
آيات السكينة والطمأنينة
يعاني الإنسان في بعض الأحيان من قلق وخوف يجعله غير قادر على النوم بشكل طبيعي، لذا تظل آيات الذكر الحكيم هي الحل الأمثل، حيث تمنح القارئ شعورًا بالسكينة والراحة بمجرد تلاوتها، ومنها:
- ”ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ” (آل عمران: 154).
- ”لا يوجد إله سواه، هو الحي القائم الذي لا يأخذه نوم ولا سنة، له ملكوت السماوات والأرض، فمن يستطيع الشفاعة عنده إلا بإذنه؟ يعلم ما قدامهم وما خلفهم، ولا يحيطون بعلمه إلا بما يشاء، وعرشه يمتد على السماوات والأرض، ولا يضيع حفظهما، وهو العلي العظيم” (البقرة: 255).
- ”وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً” (الفرقان: 47).
- ”في سورة الزمر، الآية 42، يُذكر أن الله يتوفى الأنفس عند موتها، ويحتفظ بالأنفس التي قضي عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى، ولينظر في هذا دلالات لمن يتفكرون.”
- ”ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله، إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون” (الروم: 23).
- ابتداء سورة الفاتحة: ”بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم ۞ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ۞ آمين”.