القرآن الكريم يحتوي على العديد من الآيات التي تذكر اليتيم، حيث يقول الله تعالى في سورة الضحى: “فأما اليتيم فلا تقهر”. وقد ذُكرت اليتامى في مواضع متعددة ضمن السور، مما يعكس أهمية احترام حقوقهم، ويعتبر ذلك دلالة على إيمان الفرد، الأمر الذي يساهم في رفع منزلته في الآخرة. كذلك، ليس الحديث عن اليتيم مقصورًا على القرآن فقط، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، مشيرًا بأصابعه السبابة والوسطى، مما يدل على قيمة كافل اليتيم ومكانته الجليلة بجوار النبي في الجنة. سنستعرض في المقالة الحالية المزيد من التفاصيل حول مكانة اليتيم وحقوقه كما جاءت في القرآن الكريم، فتابعونا.
محتويات
اليتيم في القرآن
تم ذكر كلمة اليتيم في القرآن الكريم في عدة مواضع، إذ وردت في واحد وعشرين موضعًا تحت لفظ “يتامى”.
أولًا: كلمة اليتيم في سورة البقرة
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ أَصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِنْ تَخَالِطُوهُمْ فَإِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۗ وَلوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”. يُظهر معنى هذه الآية أن اليتيم لا ينبغي أن ينظر إليه بسلبية، بل هو بمثابة أخ لكل مسلم، ولا ضرر في التعامل معه.
- وفي موضع آخر قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”. تدل هذه الآية على أن البذل لليتيم هو نوع من الإنفاق المجزي من قبل الله تعالى.
- جاء أيضًا في سورة البقرة: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ وَتُحْسِنُوا إِلَى الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُمْ مُعْرِضُونَ”.
- وفي نص آخر: “البر ليس أن تُوَجِّهُوا وُجُوهَكُمْ إِلَى الْمَشْرِقِ وَالْمَغربِ، ولكنَّ البرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالْأَنْبِيَاءِ، وآتى المالَ عَلَى حُبِّهِ لِأَقْرِبَاءِهِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ، وَالْمُوَفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا، وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءَ وَالضَّرَّاءَ وَحِينَ الْبَأْسِ، فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.
ثانيًا: كلمة اليتيم في سورة النساء
- في سورة النساء، يقول الله تعالى: “وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا”. تحذر هذه الآية من الاستيلاء على أموال اليتامى بصورة غير شرعية.
- كما جاء في الآية: “وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا”. تؤكد هذه الآية على أن المرأة اليتيمة لها حق في المعاملة على قدم المساواة مع غيرها من النساء، حيث لا يحق للرجل أن يحرمها حقوقها بسبب يتيمتها.
- وفي موضع آخر، يقول الله: “وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا نِكَاحًا فَإِنْ أَلَنْتُم فِيهِم نُمُوًّا فَارْجِعُوا إِلَيْهِم أَمْوَالَهُمْ وَلَا تُسْرِفُوا فِي إِنْفَاقِهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا نِكَاحًا”. يُعقب هذا النص بأن أموال اليتامى أمانة يجب الحفاظ عليها إلى أن يبلغوا سن الرشد.
- أيضًا ذُكِرَ: “وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أَوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا”. هذه الآية تدعو إلى ضرورة تقديم الرزق لليتيم.
- عندما يُذكر: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”، فهذه تحذير شديد اللهجة للمستغلين لأموال اليتامى.
- وفي الآية السادسة والثلاثين، يأمرنا الله بأن نرعى حقوق الجيران، حيث قال: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”.
ثالثًا: كلمة اليتيم في سورة الأنعام
- عند النظر إلى سورة الأنعام، نجد في الآية 152: “وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”.
- تعد هذه الآية تحذيرًا من استغلال اليتيم وماله بصورة غير عادلة تحت الذريعة أنه لا يوجد من يدافع عنه.
رابعًا: كلمة اليتيم في سورة الأنفال
- في سورة الأنفال، يقول الله تعالى: “وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَإِنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ”. هذه الآية تؤكد حقوق اليتامى في مال المسلمين، ويعتبر الإنفاق عليهم صدقة مستمرة.
خامسًا: كلمة اليتيم في سورة الإسراء
- قال تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا”.
- تحث هذه الآية على عدم استغلال أموال اليتامى إلا لمصلحتهم الشخصية.
سادسًا: كلمة اليتيم في سورة الكهف
- يستشهد الله في قصة اليتيمين بقوله: “وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ، وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا”. تشير هذه الآية إلى أن الله سبحانه هو المعين لليتيم، فهو من يرشدهم إلى الدرب الصحيح.
سابعًا: كلمة اليتيم في سورة الحشر
- وفي سورة الحشر، يقول الله عز وجل: “مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ، كَيْ لَا تَكُونَ دَوْلَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ”.
- هذه الآية توضح حق الأيتام في أموال المسلمين، ويجوز إنفاقها عليهم.
ثامنًا: كلمة اليتيم في سورة الإنسان
- تذكر الآية الثامنة من سورة الإنسان أنهم يطعمون الطعام حبًا للفقراء والأيتام والأسرى.
- توضح الآية صفات العباده المقربين الذين يقدمون الدعم لليتامى والمساكين.
تاسعًا: كلمة اليتيم في سورة الفجر
- يقول الله: “كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ”.
- يتضمن القرآن تحذيرًا من ظلم اليتيم، داعيًا المؤمنين لإكرامه والعناية به في كل جوانب الحياة.
عاشرًا: كلمة اليتيم في سورة البلد
- خصص الله تعالى ذوي القربى من اليتامى بقوله: “يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ”.
إحدى عشر: كلمة اليتيم في سورة الضحى
- تم ذكر الكلمة مرتين في سورة الضحى، حيث جاء في الآية السادسة: “أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى”، وفي الآية التاسعة: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ”.
- توضح هذه الآية أن الله يعزي الأيتام ويخبرهم بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيمًا، لكنه أُعطي الرعاية من الله.
- في الآية الثانية، يحذر الله من ظلم اليتامى وصون حقوقهم، تجنبًا لعقاب الله في الآخرة.
الثاني عشر: كلمة اليتيم في سورة الماعون
- في سورة الماعون، يُشير الله إلى أن من يدعو اليتيم هو الذي يتجاهل حقوقهم.
- تأمر هذه الآية بالإحسان للأيتام وتحث المكفلين على معاملتهم بلطف، لأنهم سيتلقون العون من الله في يوم الدين.