يمر ابني الذي لم يتجاوز شهرين من عمره بمرحلة صعبة، حيث يواجه مشكلة الإمساك التي تؤثر بشكل كبير على جوانب مختلفة من حياته اليومية. هذه الحالة تُشعرني بالقلق والتعب، خاصةً في هذه الأشهر الأولى المليئة بالتحديات. لذا، من الضروري أن نتناول هذا الموضوع بجدية ونبحث عن حلول فعالة للعلاج والوقاية.
محتويات
تعريف الإمساك:
الإمساك هو حالة تُعرف بعدم القدرة على إخراج البراز بسهولة، حيث يصبح قوامه صلبًا وعدد مرات التبرز أقل من المعتاد. ومع ذلك، ينبغي ملاحظة أن حركة الأمعاء تختلف بين الأطفال الرضع، وقد يتغير شكل البراز من يوم لآخر. لذا، لا يمكن التأكيد بشكل قاطع أن الطفل يعاني من الإمساك إذا لم يتبرز لمدة يومين، خاصةً عند الرضع دون العام. كما يجب الأخذ في الاعتبار أنه إذا كان الطفل أكبر من سنتين ويقوم بالتبرز أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة.
ما هي الأعراض المصاحبة للإمساك عند الأطفال؟
- يعد الإمساك مصدر قلق كبير، حيث يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية نتيجة سوء التغذية أو الحركة المحدودة. كما قد يؤدي إلى آلام شديدة أثناء التبرز وتشققات حول فتحة الشرج، وفي بعض الحالات قد يظهر دم في البراز. بالنسبة للأطفال الرضع، يمكن أن يكون الإمساك مؤلمًا للغاية ويؤدي إلى بكاء الطفل، بالإضافة إلى انتفاخ وتوسيع البطن، مما قد ينتج عنه فقدان الشهية.
- تعتبر مرحلة انتقال الطفل من الرضاعة الطبيعية إلى الحليب الصناعي من العوامل التي قد تساهم في ظهور الإمساك، حيث يُظهر الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي معدل إمساك أعلى مقارنةً بالأطفال الذين يرضعون من الثدي.
- الأطفال الذين يستهلكون أطعمة ضعيفة الألياف أو لا يشربون كميات كافية من السوائل، أو يكثرون من تناول الأطعمة السكرية، أكثر عرضة للإصابة بالإمساك.
ما هي أسباب الإمساك عند الرضع والأطفال؟
- تتنوع أسباب الإمساك عند الأطفال، ومن أبرزها عدم اتباع نظام غذائي صحي يتضمن كميات كافية من الألياف والسوائل. كما أن تغيير نوع الحليب إلى نوع غير ملائم قد يكون سببًا للإصابة بالإمساك، بالإضافة إلى احتمالية وجود حساسية تجاه بعض الأطعمة.
- بعض الأدوية، مثل أدوية السعال أو مضادات الإسهال، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الإمساك.
- يمكن أن تؤثر الضغوط النفسية على الطفل، مثل الخوف أو القلق، وكذلك مقاومة الطفل لاستخدام المرحاض على حدث الإمساك.
- في حالات نادرة، قد يكون الإمساك ناجمًا عن مشكلات صحية أو تشوهات خلقية في الجهاز الهضمي، مثل انسداد الأمعاء أو اضطراب هيرشبرغ.
- قد تكون هناك مشاكل في الغدة الدرقية أو حالات استقلابية تؤدي بدورها إلى الإمساك.
- الأطفال الذين لا يتحركون بشكل كافٍ، أو الذين يعانون من حالات مثل الشلل الدماغي أو ضمور العضلات، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإمساك.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا ظهرت على الطفل أي من الأعراض التالية، مثل ألم شديد في البطن، وفقدان الشهية، والغثيان، والقيء، وزيادة الوزن بشكل غير طبيعي، أو إذا استمر الإمساك لفترة أطول خلال الأشهر الأولى، ينبغي استشارة الطبيب على الفور. إذا كان الطفل يعاني من الإمساك مع ألم شديد في البطن والغثيان، فقد يشير ذلك إلى وجود انسداد في الأمعاء وهو أمر يستدعي العناية العاجلة. كما يجب مراقبة أي انتفاخ في بطن الطفل حديث الولادة.
كيف يمكن معالجة الإمساك عند الأطفال؟
- تشمل طرق العلاج تقديم كميات كافية من السوائل يوميًا، وينبغي على الأمهات زيادة عدد مرات الرضاعة للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن أربعة أشهر. إذا كانوا يعتمدون على الزجاجة، يمكن إضافة كمية قليلة من السكر لكل وجبة، وفي الأيام الحارة يُفضل تقديم الماء بكميات كافية. كما يجب إعطاء الرضع الأكبر سنًا وجبات غنية بالخضروات، بالإضافة إلى عصائر الفواكه مثل المشمش والخوخ.
- بالنسبة للأطفال الرضع الذين يعتمدون على الحليب الصناعي، من الضروري استشارة الطبيب حول اختيار نوع الحليب الأنسب لتجنب الإمساك.
- يجب أن تتضمن حمية الطفل الأطعمة الغنية بالألياف مثل الملوخية والمشمش والخوخ والبازلاء، في حين ينبغي الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الإمساك مثل البطاطا والأرز والمعجنات والتفاح والموز للحفاظ على صحة الطفل.
- يمكن للأم ممارسة بعض الحركات البسيطة لتنشيط الجهاز الهضمي، مثل تدليك بطن الطفل وحركات دائرية للقدمين، مما يساعد في تنشيط الأمعاء.