تشكل الأحاديث النبوية رافدًا مهمًا للمؤمن خلال حياته اليومية، ومن أبرز ما جاءت به الأحاديث هو دعاء السفر الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالسفر يعتبر جزءًا لا يتجزأ من حياة المسلم، سواء كان للمتع أو الأعمال أو لأداء فريضة الحج أو العمرة أو حتى للعلاج. لذا، تقدم موسوعة شاملة تشتمل على دعاء السفر المروي في السنة النبوية.
يُعتبر دعاء السفر من الأدعية المستجابة عند الله سبحانه وتعالى، كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ثلاث دعوات مستجابة: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”. لذلك، يُعد دعاء المسافر من الأدعية التي تفتح أبواب السماء.
على المسافر أن يستغل تلك اللحظات ليدعو بصدق لما يتمنى تحقيقه من الخير لنفسه ولأحبائه. إذ إن ذكر الله وأدعية السفر تحمل في طياتها فوائد عديدة، فهي تحفظ المؤمن من الأذى وتزيد من حسناته وتكفر عن سيئاته. نسأل الله تعالى أن يكتب لنا الأجر عند ترديد هذه الأذكار والدعوات، وأن يجعلها زادًا لنا في الآخرة.
محتويات
دعاء السفر القصير
- ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعاء السفر في عدة أحاديث، والتي تتضمن نصه عند الشروع في السفر.
- ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “شهدت عليًا رضي الله عنه وقد أتي بدابة ليستقلها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله. وعندما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}. ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”. رواه الألباني وأورده أبو داود.
دعاء الرجوع من السفر
في هذا السياق، يُبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء المطلوب عند الرجوع من السفر.
روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه عند انتهاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو أو الحج أو العمرة، كان يحرص على التكبير ثلاث مرات، ثم يقول: “لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، راجعون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”. وهذا حديث صحيح، ورد في صحيح البخاري.
دعاء السفر والحفظ
يوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء الوارد للسفر عند الانطلاق وأيضًا عند العودة.
نقل عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكبر ثلاث مرات عند استعداد للسفر على جمله. ثم يقول: “سبحان الذي سخر لنا هذه الجمل، ولم نكن نستطيع أن نركبها، وإنا متوجهون إلى ربنا. اللهم نسألك الخير والقوة في هذا السفر، ورضاك عن أعمالنا. اللهم اجعل سفرنا سهلاً وعودتنا ميسّرة، فأنت الرفيق في السفر والمعين في الأهل. اللهم نطلب عافيتك من مشقته وسوء العاقبة في المال والأهل”. وعند العودة، كان يقول: “نحن آتون تائبون عابدون ومشكرون لربنا”. وهذا حديث صحيح ورد في صحيح مسلم.
دعاء السفر الصحيح
- تضم السنة النبوية دعاء السفر الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم قبل انطلاقه، حيث كان يكبر ثلاث مرات ثم يقول:
- “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم نسألك البركة والتقوى في رحلتنا وأن تقبل منا أعمالنا. اللهم اجعل هذه الرحلة سهلة علينا واحفظنا في عودتنا، فأنت الرفيق في السفر والخليفة في الأهل. اللهم أعوذ بك من مشقة السفر وتعبه وسوء العاقبة”.
- وعند عودته صلى الله عليه وسلم، كان يقول: “آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون”، كما رواه الإمام مسلم.
دعاء لحفظ السفر
- “يا الله، أودعك ديني وأمانتي وآخر أعمالي، اللهم زدني تقوى وصلاحًا واغفر لي ذنوبي ويسر لي الخير أينما كنت.”
- “اللهم، إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، متجه في حكمك، عادل في قضائك. أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلت به في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.”
- “يا الله، أنت الذي تفرج الهموم، وتكشف الأحزان، وتستجيب لدعاء المضطرين، الرحمن في الدنيا والآخرة، الرحيم بهما. فارحمني برحمتك التي تغنيني عن رحمة غيرك.” قال أبو بكر رضي الله عنه: “كان علي مديونًا، وكنت أدعو بهذا الدعاء، فقضى الله عني ديني.”
- “يا الله، أنا أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وعجزي عن الناس. أنت الرحمن الرحيم، فأنت أرحم بي من أي شخص آخر، فأين أذهب؟ أإلى عدو يضمر لي الشر أم إلى قريب يتلاعب بأمري؟ إن كنت غير راضٍ عني، فلا يهمني ما يحدث، لكن عافيتك هي الأهم. أستعين بنور وجهك الذي ينير الظلام من كل عتاب وسوء، والذي يصلح به الأمور في الدنيا والآخرة، من أن تسخط علي أو يسخط أسختك. لك الحمد والشكر ولا حول ولا قوة إلا بك.
دعاء لحفظ الأحبة في السفر
- يضمن هذا الدعاء توجيه نداء إلى الله تعالى، حيث يُطلب من الله أن يحكم بين عباده في خلافاتهم، ويُذَكَّر بأن لا إله إلا الله العلي العظيم، الحليم، الكريم. ويُثنى على الله ويُطلب منه كشف الغم، وفك الكرب، واستجابة دعوات المضطرين ورحمته في الدنيا والآخرة.
- “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سُبْحَانَ الذي سَخَّر لنا هذا وما كنا لهُ مقرِّنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن الأعمال ما ترضاه. اللهم هوّن علينا سفرنا هذا، واطوي عنا بعده، فأنت الصاحب في السفر والخليفة بين الأهل. أعوذ بك من مشقة السفر وكآبة المنظر وسوء العاقبة في المال والأهل، وعند العودة نقول: “آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون.”
دعاء السفر للزوج
- “أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.”
- “اللهم، إني أستودعك زوجي دينًا وأمانةً وآخر أعماله في الدنيا. اللهم، زد في تقواه واغفر له ذنوبه ويسر له الخير أينما كان.”
- “اللهم، سبحانك، إن لدي مسافر لا أستطيع تخيل حياتي بدونه. أحفظه لي بعينك الي لا تنام. اللهم إني أستودعك زوجي، فأجعله في ودائعك التي لا تضيع أبدًا، فأنت لو وهبتني منه أبنائي وبناتي دون قوة مني، فاحفظهم برعايتك وحفظك.”
- هذا الدعاء يعبر عن طلب الحفظ للزوج والوقاية من المكاره والبلاء، ويُطالب بالعافية والتمسك بالخلق الحسن، ليكون من عباد الله الصالحين السعداء في الدنيا والآخرة.
في ختام هذا المقال، قدمنا لكم من خلال موسوعة جميع الأحاديث الصحيحة التي رواها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالسفر والعودة، تابعوا الجديد من موسوعة للمزيد من المعلومات.