تتجلى الأهمية الكبرى لقوله “لا إله إلا الله” في العديد من الأحاديث النبوية التي تثنى على هذا القول العظيم، الذي يمثل أساس التوحيد ويدل على فضل الله سبحانه وتعالى. يعبر هذا القول عن إقرار العبد بوحدانية الله عز وجل، واعترافه بأنه الإله الوحيد في هذا الكون. أي اعتقاد مغاير يُعد شركًا، وهذا ما يُعتبر القول الأهم الذي يدور حوله الكثير من الجدل والنقاش في العالم، خاصة بين المؤمنين وغيرهم. لذا، فإن نعمة الإسلام والوحدانية تكفي لتكون سببًا للخشوع والامتنان.
محتويات
أحاديث تتحدث عن فضل قول لا إله إلا الله
هناك مجموعة كبيرة من الأحاديث التي تسلط الضوء على فضل قول “لا إله إلا الله”، ومن أهم هذه الأحاديث:
من قال لا إله إلا الله خرج من النار
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع المؤذن يقول: “أشهد أن لا إله إلا الله”، وأكد النبي أن هذا القول يعد منجٍ في الآخرة، وهذا ما جاء في صحيح مسلم.
وفي حديث آخر يروي النبي صلى الله عليه وسلم عن الشفاعة، حيث قال: “أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان”، وذكرت بعض روايات هذا الحديث في الحاكم، بينما الشطر الثاني يأتي في صحيح البخاري.
لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عبادة بن الصامت رضي الله عنه قائلًا: “من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وابن أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة من أي باب شاء من أبواب الجنة الثمانية”. هذا الحديث مُدوَّن في صحيح البخاري ومسلم.
وفي رواية أخرى، ورد في صحيح البخاري: “أدخله الله الجنة على ما كان من عمله”.
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنة”، وهذا الحديث موجود في صحيح مسلم.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولا يدخل الجنة عبد شاكٍ في هذين الأمرين”. هذا ما هو وارد في صحيح مسلم، وهناك رواية أخرى تشير إلى أن من لا يشك في اثنتين (التوحيد والرسالة) لا يدخل الجنة.
من قال لا إله إلا الله حرم الله عليه النار
ونقل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه، حرمه الله على النار”. وقد رُوي هذا الحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
لا إله إلا الله هي أفضل الذكر
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: “إن نوحًا عليه السلام قال لابنه عند وفاته: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وُضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، لرجحت بهن لا إله إلا الله”. هذا حديثٌ صحيح رواه أحمد وصححه الألباني.
لا إله إلا الله أثقل شيء في الميزان
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: “إن الله سينجي أحد الرجال من أمتي يوم القيامة، حين يُعرض تسعة وتسعين سجلًا على رأس الخلائق، كل سجل يمتد بطول مدى البصر. ثم يقول: هل تنكر شيئًا في هذا؟ فيقول الشخص: لا يا رب. فيسأل الله: هل لك عذر؟ فيجيب: بلى، لديك حسنة عندنا، واليوم لا يُظلم عليك. ثم يُخرج له بطاقة تحتوي على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. عندها يقول الله: أحضر وزنك. فيحاج الشخص: يا رب، ما هذه البطاقة بجانب هذه السجلات؟ فيجيب الله: إنك لست ظالمًا. فتُوضع السجلات في كفة والبطاقة في الكفة الأخرى. فتطير السجلات وتثقل البطاقة، ولا يثقل شيء مع اسم الله تعالى.
لا إله إلا الله شعبة من شعب الإيمان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الإيمان بالله وحده هو أعلى فرع من فروع الإيمان، بينما الأدنى هو إزالة العراقيل عن الطريق، وهذا ما ذكر في صحيحي البخاري ومسلم.
وفي حديث جبريل عليه السلام، يتم استذكار أن الإيمان يتضمن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. كما أن قول لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأداء الصلاة والزكاة، وصيام رمضان، وأداء فريضة الحج تعد جزءًا من الإيمان، وهذا الحديث مروي في صحيح مسلم.