محتويات
متى يجوز إفطار المسافر في رمضان
إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد منح رخصة للمسافرين للإفطار خلال شهر رمضان، مما يعد تسهيلاً لهم. وقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يصوم في بعض رحلاته، كما فعل الصحابة الكرام. ومع ذلك، يُفضل للمسافر أن يفطر إذا كان الصيام يشكل عبئًا عليه، خصوصًا في ظروف الطقس الحار. فقد قال الله تعالى: “إن الله يحب أن تُؤتى رخصه كما يكره أن تُؤتى معصيته”، وثبت في السنة أنه يُستحسن الإفطار في حال شدة الحر، حيث قال النبي عن أحد المسافرين الصائمين: “ليس من البر الصوم في السفر”.
أحكام الصيام أثناء السفر
يُجمع علماء الأمة الإسلامية على شرط إفطار المسلم المسافر في نهار رمضان، والذي يتمثل في النقاط التالية:
أولاً:
- إذا كانت الرحلة طويلة (تسمح بقصر الصلاة) وتتسم بالمشقة، فإنه يجب مراعاة أن ليست جميع رحلات السفر تتسبب في الإجهاد. لذا، يُسمح للمسافر بقصر صلاته أثناء سفره الشاق، مما يتيح له الإفطار في ذلك اليوم.
ثانيًا:
- يجوز للمسافر إفطار يوم رمضان وقضاءه في وقت لاحق إذا كانت مسافة رحلته تتجاوز 81 كيلومترًا.
ثالثًا:
- يجب على المسافر عدم نية الإقامة في البلد الذي يسافر إليه، إلا أن آراء العلماء تختلف بشأن تحديد مدة الإقامة كما يلي:
- يرى الشافعية والمالكية أن مدة السفر لا ينبغي أن تتجاوز أربعة أيام كاملة مع لياليها.
- أما الحنابلة، فيحددون المدة بأربعة أيام فقط.
- أما الحنفية، فتسمح بإقامة تصل إلى خمسة عشر يومًا كحد أقصى.
الشروط المختلف عليها لجواز إفطار المسافر في نهر رمضان
تختلف آراء العلماء في المذاهب حول عدد الشروط اللازمة لجواز الإفطار للمسافر في نهار رمضان بناءً على الاتفاق المتبادل بينهم:
- شدد العلماء في المذاهب الشافعية والحنبلية والمالكية على ضرورة أن يكون سفر المسلم لسبب مباح ولا يتضمن معصية.
- ثانيًا، دعا علماء المذاهب الأربعة – المالكية والشافعية والحنفية – إلى ضرورة مغادرة الوطن المراد السفر إليه قبل فجر اليوم التالي. في حين أن الحنابلة يرون أنه يمكن الإفطار في نهار رمضان للسفر المباح، مع تفضيل إتمام الصيام.
- ثالثًا، يشترط علماء الشافعية جواز إفطار المسافر في رمضان ألا يكون دائم السفر، وفي حال كان السفر يسبب له مشقة، فيُسمح له بالإفطار.
- إذا كان المسافرون هم السائقين، فلا يسمح لهم بالإفطار أثناء رحلتهم إلا إذا واجهت الرحلة إرهاقًا وصعوبات ملحوظة، مثل الحالات التي يُسمح فيها بالتيمم بدلاً من الوضوء، في حالة وجود مرض طويل أو خوف من تلف أحد الأعضاء نتيجة استخدام الماء.