ما هي العوامل المساهمة في ارتفاع ضغط الدم بين الشباب؟ يُعتبر ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا بين المراهقين والشباب، حيث تزايدت نسبة الإصابة بهذا المرض في السنوات الأخيرة نتيجة نمط الحياة غير الصحي، واتباع عادات غذائية سيئة، وغيرها من العوامل التي سنتناولها في هذا المقال، بالإضافة إلى كيفية الوقاية والعلاج من ارتفاع ضغط الدم.
محتويات
العوامل التي تؤدي لارتفاع الضغط عند الشباب
عند استعراض الأسباب العامة لارتفاع ضغط الدم، نجد أن العوامل متشابهة سواءً في فئة الشباب أو البالغين. ومع ذلك، فإن زيادة معدلات الإصابة بين الشباب ترتبط بعدد من العوامل الناتجة عن التغييرات في نمط الحياة ومتطلباتها. في هذا السياق، سنستعرض أبرز هذه الأسباب.
زيادة الوزن والسمنة
تُعد زيادة الوزن من الأسباب الأساسية لارتفاع ضغط الدم، إذ يؤدي ازدياد كتلة الجسم إلى زيادة الحاجة لتدفق الدم، مما يرفع الضغط على جدران الشرايين. في الآونة الأخيرة، تزايد إقبال الشباب والمراهقين على الوجبات السريعة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم، مما يزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم.
من جهة أخرى، يمكن لنمط الحياة غير الصحي أن يرفع مستويات الكوليسترول في الدم، مما يساهم في زيادة الضغط أيضاً.
اتباع نظام غذائي غير متوازن
قد يسبب النظام الغذائي غير المتوازن السمنة للكثيرين، ولكنه يؤثر أيضًا على بعض الأشخاص بطرق مختلفة، خاصة الذين يتناولون وجبات غنية بالصوديوم، حيث يزيد هذا من احتمالية التعرض لارتفاع ضغط الدم بشكل كبير. كما أن تناول كميات ضئيلة من البوتاسيوم يمكن أن يؤثر سلبًا على مستوى الضغط.
يعود ذلك إلى الدور المحوري الذي يلعبه كل من البوتاسيوم والصوديوم في تنظيم ضغط الدم، وأي خلل في توازن هذين العنصرين قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
التدخين وتعاطي الكحول
يعتبر التدخين من العادات المضرة بالصحة التي تؤثر على جميع أجهزة الجسم. إذ يُسجل عدد كبير من حالات الوفاة بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين، مثل سرطان الرئة. ليس التدخين المباشر فقط هو المشكلة، بل إن التدخين السلبي يحمل أيضًا أضرارًا جسيمة. كما يسهم استهلاك الكحول في رفع ضغط الدم، خاصة بين الرجال.
أصبحت عادة التدخين رائجة بين الشباب، مما يزيد من مخاطر تعرضهم لارتفاع ضغط الدم، لذا يجب عليهم الإقلاع عن هذه العادة الضارة.
الإصابة ببعض الأمراض
يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم نتيجة لمجموعة من الأمراض التي تزيد الضغط على جدران الشرايين، مثل:
- تصلب الشرايين الناتج عن تراكم الدهون.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- أمراض الكلى.
- اضطرابات الغدة الكظرية.
- الأمراض المتعلقة بالغدة الدرقية.
- مرض السكري.
تأثير بعض الأدوية
تلعب بعض الأدوية دورًا في زيادة ضغط الدم، حيث تؤثر على تدفق الدم في الشرايين. بعض الأدوية نستطيع الحصول عليها بدون وصفة طبية، ومن بينها:
- حبوب منع الحمل.
- أدوية معالجة الزكام.
- أدوية مزيلة للاحتقان.
- مسكنات الألم المتاحة دون وصفة.
- بعض الأدوية التي تتطلب وصفة طبية مثل:
- الميثامفيتامين.
- الستيرويدات القشرية.
- أدوية غير مشروعة مثل:
- الكوكايين.
- الأمفيتامينات.
التاريخ العائلي
تلعب الوراثة دورًا ملحوظًا في احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويزداد الخطر أكثر في حال وجود مصاب بهذا المرض بين أفراد الأسرة من الدرجة الأولى.
أعراض ارتفاع الضغط
يمكن أن يصاب الأشخاص بارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ أو بشكل خفيف ومزمن. وغالبًا لا تظهر أعراض ملحوظة مع ارتفاع الضغط الخفيف، لذا فإن المتابعة الدورية لضغط الدم تكون ضرورية.
- إذ يُرجع نقص الوعي بأعراض الضغط لدى الشباب إلى اعتقادهم بأنها ناتجة عن نقص النوم أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، ومن الأعراض الشائعة:
- صداع بالدرجة المختلفة.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الشعور بالدوخة والدوار.
- صعوبة في التنفس.
- أما الأعراض في حالة ارتفاع ضغط الدم المفاجئ فتكون أكثر حدة، ومنها:
- تشوش في الرؤية.
- ألم في الصدر.
- غثيان ورغبة في القيء.
- نزيف أنفي.
- فقدان الإحساس بالأطراف.
علاج ارتفاع ضغط الدم
بينما يُعتبر ارتفاع ضغط الدم بين الشباب أقل خطورة مقارنة مع كبار السن، فإنه يمكن التحكم فيه من خلال تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي، واستخدام الأدوية في الحالات التي تتطلب ذلك.
- تزداد المخاطر إذا كان الفرد يعاني من الأمراض المزمنة مثل السكري أو مشاكل الكلى، وفي هذه الحالة يجب استخدام أدوية متخصصة للتحكم في الضغط.
- يمكن إدارة ضغط الدم بفعالية من خلال اتباع إرشادات الطبيب وتعزيز نمط حياة صحي.
نصائح للحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية
تسهم العادات الصحية في ضبط ارتفاع ضغط الدم لدى الشباب، ومن بين النصائح التي يجب مراعاتها:
- اتباع نظام غذائي متوازن، غني بالبوتاسيوم ومليء بالفواكه والخضروات الطازجة.
- ممارسة النشاط البدني والحفاظ على الوزن المثالي.
- تقليل تناول الصوديوم عبر الحد من استخدام الملح، وينبغي ألا يتجاوز الحد الأقصى للصوديوم اليومي 1500 ملغ، ويمكن استخدام مدرات البول للتخلص من الصوديوم الزائد.
- يستحسن استبدال التدخين والكحول بالمشروبات الطبيعية.
- إذا كان ارتفاع ضغط الدم ناتجًا عن مشاكل صحية أخرى، يُنصح بالتوجه إلى الطبيب لمعالجة السبب الأساسي.
بعد التعرف على العوامل المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج، نصل إلى ختام هذا المقال. على الرغم من المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، إلا أنه من الممكن التحكم فيه بفعالية.