تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون لعدة أشكال من الأذى النفسي والجسدي، مما دفع إلى اتخاذ قرار الهجرة النبوية لضمان استمرار الدعوة الإسلامية وتعزيز انتشار الدين الإسلامي وحماية المسلمين. كان لدى الرسول فكرة الهجرة إلى الطائف، لكن عندما واجه مقاومة من سكانها ورفضوا دعوته، أصبح مغادرة مكة إلى المدينة خيارًا ضروريًا، خاصةً بعد أن بدأ الإسلام في الانتشار في المدينة. سنتناول تفاصيل الهجرة النبوية في موقع الموسوعة.
محتويات
أسباب الهجرة النبوية
جاءت هجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة بتوجيه من الله سبحانه وتعالى لأسباب متعددة:
- رفض الكفار لدعوة الإسلام: (تتعدد أسباب رفض الكفار للإسلام والتي تشمل):
- التخلي عن عبادة الأصنام التي ورثوها عن أجدادهم.
- اعتبار الإسلام دين المساواة، حيث يقف الناس على قدم المساواة disregarding تقواهم، وهو ما أدى إلى امتعاض بعض الأقوام الذين يرغبون في الحفاظ على تفوقهم الاجتماعي.
- تمسكهم بعادات مجتمعاتهم السابقة، مثل شرب الخمر.
- تعرّض الرسول والمسلمين للأذى: عانى المسلمون من أنواع متعددة من التعذيب على أيدي المشركين بهدف تقليص انتشار الدعوة والإسلام، حيث تعرضوا للأذى، وكان هناك محاولات لقتل الرسول، مما دفع الله إلى الإذن بالهجرة لحماية المؤمنين.
- حصار المشركين للمسلمين: بعد فشلهم في إيقاف دعوة الإسلام من خلال التعذيب، قرر المشركون مقاطعة بني هاشم ومنع التعامل معهم، ما أدى إلى حصار اجتماعي واقتصادي أثّر بشكل كبير على حياتهم، حيث عانوا من نقص حاد في الموارد. وعندما حاول بعض زعماء قريش الرجوع إلى الصحيفة التي تحتوي على شروط المعاهدة، اكتشفوا أنها قد دمرت، ما أدى إلى انتهاء الحصار.
- ازدياد الإيذاء بعد وفاة أبي طالب: بعد وفاة عم الرسول أبي طالب، الذي كان يمثل الحماية له وللمسلمين، تفاقم الأذى الذي يتعرضون له على يد المشركين، مما جعل الرسول يفكر في الهجرة إلى الطائف، لكن أهلها خيبوا آماله برفض الدعوة.
- استعداد المدينة لاستقبال الإسلام: جاء بعض الأفراد من المدينة من قبيلة الخزرج في موسم الحج، وأثناء استماعهم إلى تعاليم الدين الإسلامي، أدركوا بأنها الحق، فقبلوا الدعوة وعادوا إلى مدينتهم لنشرها.
- توسيع الدولة الإسلامية: غادر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة سعياً لدعوة الناس إلى الإسلام وتوسيع الدولة الإسلامية وحمايتها من معارضة الكفار في مكة، حيث أن الإسلام جاء ليشمل كافة البشر.
- إحياء سنن الأنبياء: تعتبر الهجرة من السنن التي فرضها الله على رسله، إذ لجأ العديد من الأنبياء إلى الهجرة لنشر رسالتهم وهداية الناس لعبادة الله الواحد.
الهجرة النبوية والتقويم الهجري
يظن الكثير من الناس أن بداية التقويم الهجري ترتبط بالهجرة النبوية، لكن هذه الفكرة ليست دقيقة، إذ هاجر الرسول من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول، بينما يبدأ التقويم الهجري بشهر محرم. كما أن التقويم القمري كان مستخدماً بين العرب قبل ظهور الإسلام، وكانت تعرف الأشهر العربية بأسمائها منذ العصور الماضية. واختار المسلمون العام الذي هاجر فيه الرسول كنقطة انطلاق لتقويمهم الخاص.