تُعتبر حاسة التذوق واحدة من أبرز النعم التي منحها الله للإنسان، حيث تتيح له التمتع بتجربة تذوق النكهات المتنوعة في الأطعمة والمشروبات، وتمكنه من التمييز بينها. تتميَّز كل نكهة بخصائصها الفريدة، مما يجعل الإنسان يفضل بعضها على الآخر.
تتكون حاسة التذوق، التي ترتبط بشعور الذوق، من خلايا موجودة في أجزاء مختلفة من اللسان، بما في ذلك الجانبين والأمام والخلف، إضافة إلى المنطقة الخلفية والسقف من الفم. تتفاعل هذه الخلايا المعروفة باسم براعم التذوق مع جزيئات الطعام والشراب، ثم ترسل إشارات إلى الدماغ الذي يقوم بترجمتها إلى طعم ملموس نشعر به. مع توافر العديد من الأصناف والأذواق، يتم تصنيف النكهات الأساسية إلى خمسة أنواع رئيسية وهي: الحلو، المر، اللاذع، الحامض، والمالح، والمزيد من التفاصيل يمكن الاطلاع عليها في الموسوعة.
محتويات
مناطق التذوق:
- الطعم الحامضي: يتم إدراكه من جانبَي اللسان.
- الطعم المالح والسكر: يتم إدراكه من طرف اللسان.
- الطعم المر: يتم إدراكه من نهاية اللسان.
آلية عمل حاسة التذوق:
تتمثل تجربة التذوق في حالة معقدة من الأحاسيس، حيث لا يعتمد اللسان بشكل فردي فقط على الطعم، بل تتداخل فيه الرائحة، والملمس، ودرجة الحرارة، مما يؤدي إلى ما يعرف بتلوين الطعم الذي تُدركه حاسة الشم. وعندما يتكامل كل من الرائحة والتذوق، يتكون طعم الطعام، مما يفسر تأثير الزكام على حاسة التذوق.
أسباب ضعف حاسة التذوق:
-
<liتناول بعض الأدوية والمضادات الحيوية مثل مضادات الهيستامين.
<liوجود أمراض ومشاكل في الفم واللثة، خاصة عند اقتلاع الأسنان، كضرس العقل.
<liالإصابة بالتهابات في الأذن، لا سيما الأذن الوسطى.
<liتأثير إصابات الرأس والمشاكل المتعلقة بأنف وأذن وحنجرة.
<liالتعرض للعلاج الإشعاعي في حالات سرطان الرأس أو الرقبة.
<liالإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي العلوي.
<liوجود مرض السكري.
<liالتهابات في الغدة الدرقية.
<liمعاناة من مشاكل في حاسة الشم.
<liالجفاف في الفم أو انسداد مسامات التذوق بسبب الجراثيم.
اضطرابات حاسة التذوق:
-
<liالشعور بوجود طعم كاذب في الفم، برغم عدم وجود ما يسبب ذلك، يُعرف بـ الطعم الكاذب.
<liضعف حاسة التذوق.
<liفقدان حاسة الشم الذي قد يؤدي بدوره إلى فقدان التذوق، وهو نوع نادر من الاضطرابات وغالبًا ما يرتبط بالعلاج الكيميائي.
<liالشعور بطعم مستمر في الفم، قد يكون مالحة أو مشابهة لطعم الغاز الطبيعي.
<liصعوبات في تذوق الأطعمة الحلوة، المالحة، المرة أو الحامضة، تُعتبر من المشاكل الصحية.
نتائج فقدان حاسة التذوق:
عدم التعامل مع اضطرابات حاسة التذوق بشكل صحيح قد ينجم عنه مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، وزيادة خطر السكتة الدماغية. يعتمد علاج هذه الأمراض على نظام علاجي محدد، وعندما يُفقد المريض حاسة التذوق أو تضعف، يصعب عليه الالتزام بهذا النظام، مما يؤثر سلبًا على صحته.
علاج اضطرابات حاسة التذوق:
يتطلب العلاج في البداية تشخيصًا دقيقًا لحالة المريض الصحية، وذلك لتجنب أي أضرار ناتجة عن استخدام علاج غير مناسب أو عدم ملاحظة مضاعفات. ينبغي أيضًا التأكد من فعالية الأدوية التي يتناولها المريض، واستبدالها إذا لزم الأمر. إذا كان السبب يعود إلى التهاب الجهاز التنفسي أو الحساسية، يجب وصف الدواء المناسب. كما ينبغي الانتباه لنظافة الفم واللسان، والابتعاد عن التعرض للجلسات الكيميائية أو الإشعاعية.
يمكن استخدام زيت الخروع، بمجرد تدفئته قليلاً، لوضع بضع قطرات داخل الأنف صباحًا ومساءً، مما قد يساعد في استعادة حاستي الشم والتذوق.
من الممكن استخدام الثوم المهروس، حيث يُسخن في كوب من الماء ثم يتم تصفيته وتناوله، ويمكن تكرار ذلك عدة مرات.
يُنصح بتناول الزنجبيل بتقطيعه إلى قطع صغيرة واستصاله يوميًا، أو تناول الزنجبيل المطحون مع الملح قبل الوجبات بنصف ساعة.
يمكن مزج القرفة المطحونة مع العسل الأبيض وفركهما باللسان لبضعة دقائق، ثم غسل الفم جيدًا بالماء، وتكرار ذلك لبضعة أيام.
تحفيز وإيقاف حاسة التذوق:
تمكن العلماء من جامعة كولومبيا من تحفيز وإيقاف حاسة التذوق في الدماغ باستخدام تقنيات ضوئية وتلاعب جيني، مما سمح باستدعاء أنواع مختلفة من النكهات دون الحاجة إلى مواد كيميائية غذائية على اللسان.
حقائق حول حاسة التذوق:
- يلعب الدماغ دورًا حيويًا في عملية التذوق، حيث يحتوي على خلايا مستقبلية لكل أنواع المذاقات، وتستقبل هذه الخلايا الإشارات العصبية التي ترسلها الأعصاب، بالتعاون مع براعم التذوق في منطقة معينة من اللسان، وهو ما يؤدي إلى إدراك الإنسان لمختلف النكهات الغذائية.
- يمكن أن تنتقل بعض نكهات الأطعمة من الأم لطفلها، إذ يتمكن الرضيع من امتصاص نكهات مثل الثوم أو الفانيليا عند تناوله لحليب أمه. كما يمكن أن تصل هذه النكهات إلى الجنين خلال فترة الحمل عبر السائل المحيط به.
- توجد حساسات التذوق في مناطق متعددة من الجهاز الهضمي، فهناك خطوط تذوق في الحلق، بالإضافة إلى مستقبلات الطعم الموجودة في المريء والبلعوم وأجزاء أخرى من الجهاز الهضمي.