في هذا المقال على موقعنا، سنستعرض شخصية أحد أعظم الزعماء المسلمين وأكثرهم شهرة في التاريخ، والذي عُرف بتأسيسه مدينة القيروان، التي أصبحت رمزًا لجهود نشر الإسلام ومركزًا هامًا للفتوح الإسلامية في القارة الأفريقية. سوف نتناول أيضًا جدلية ما إذا كانت القيروان قد أسهمت بفعالية في نشر الإسلام أم كانت العواقب مغايرة لذلك. فابقوا معنا لمزيد من التفاصيل.
محتويات
تأسيس مدينة القيروان كنقطة انطلاق لنشر الإسلام
تُعد مدينة القيروان الحبيبة في تونس واحدة من أروع وأقدم المدن الإسلامية، حيث لطالما كانت حاملة لراية الإسلام في غرب أفريقيا. positioned in Tunisia، تأسست القيروان على ثلاث مراحل رئيسية:
- أسسها القائد عقبة بن نافع برؤية تتطلع إلى مستقبل مشرق للدولة الإسلامية، حيث جاء بها لتحقيق استقرار المسلمين وتجنب انزلاق السكان الأصليين إلى الكفر وعبادة الأصنام بعد انسحاب المسلمين.
- يعود تاريخ إنشاء القيروان إلى عام 50 هـ / 670 ميلادية.
- أسسها عقبة بن نافع بن عبد القيس، المولود في زمن النبي محمد، ونشأ في أسرة من أوائل المسلمين.
- تطلبت القيروان أربعة قرون لتصبح منارة وعاصمة للثقافة الإسلامية في قارة إفريقيا وأيضًا في الأندلس.
- يتجلى هذا في قول عقبة بن نافع عندما وصل إلى شواطئ المحيط الأطلسي: “اللهم أشهد أني أديت ما في وسعي، ولولا هذا البحر لما خضت غمار القتال ضد الكافرين حتى لا يُعبد سواك”.
هل قام عقبة بن نافع ببناء مدينة القيروان؟
هذا من الأسئلة الشائعة التي تثير فضول الطلاب في مختلف المستويات الدراسية، وعادةً ما يتم تناولها في مادة التاريخ.
- الإجابة الصحيحة هي أن عقبة بن نافع أصدر أمرًا ببناء مدينة القيروان في التاسع والعشرين من شهر رمضان 48 هـ، وذلك في التاسع من نوفمبر 668 م.
- موقع المدينة: تقع القيروان في جهة الغرب من الدولة الإسلامية، تحديدا بالقرب من مدينة تونس، على بُعد 156 كيلومتراً من العاصمة.
- بالنسبة لأصل كلمة القيروان، فهي فارسية وتعود إلى لغات أعجمية.
- تُعتبر القيروان مركزًا استراتيجيًا، حيث كانت تضم الجيش وتجمع القوات، مما يوضح مغزى تسميتها.
لمحة تاريخية عن مدينة القيروان
- تعتبر القيروان بداية التاريخ العربي الإسلامي في إفريقيا، وتلك وجهة نظر متبناة من قبل العديد من المؤرخين.
- بعد الانتهاء من بناء المدينة، تم عقد اجتماع بحضور عقبة بن نافع مع عائلته وجيشه، حيث دعا: “اللهم اجعلها حاضرة للعلم والصلاح واملاها بالعبيد المخلصين، وكن لها ذلًا على الكافرين وعزًا للإسلام”.
- القيروان تُعتبر حجر الزاوية للعلوم في المغرب العربي.
- تلتها مدينة قرطبة في الأندلس ثم فاس في المغرب الأقصى.
- ساهمت القيروان في نشر الثقافة العربية ولغة القرآن وعلوم الفقه والحديث.
- شهدت المدينة ظهور عدد كبير من العلماء في مجالات الطب والجراحة والفلسفة والأدب خلال العصرين الأموي والعباسي.
- كانت القيروان نقطة انطلاق للعلماء في نشر الدعوة الإسلامية ورسالته.
الحياة السياسية في القيروان
مرت القيروان بعدة تحولات سياسية، ومن أبرزها:
- سيطر البربر على المدينة في عام 688، مما ترك أثراً في نمط البناء والحضارة هناك.
- شهدت المدينة ازدهارًا ملحوظًا مع إضافة الحدائق والبساتين، خصوصًا أشجار الزيتون.
- عانت القيروان في العصر العباسي من صراعات سياسية حتى تمكن إبراهيم بن الأغلب من السيطرة عليها في نهاية القرن الثامن.
- تولى إبراهيم الحكم بطرق وراثية وصار حاكمًا لإفريقية التي تضم تونس والجزائر وليبيا بين 800 و909 م.
- عُرف الأغالبون ببناء القصور والتحصينات والمدن، بالإضافة لإنشاء النوافير الفخمة التي لا زالت ظاهرة حتى اليوم.
- كانت القيروان تُعتبر المركز الأساسي لتجميع الجيش الإسلامي استعدادًا للمعارك.
إنشاء أول قاعدة بحرية
- يعد الموقع الجغرافي للقيروان عنصرًا أساسيًا في الفتح الإسلامي الذي جعلها العاصمة الإسلامية في دول المغرب الإسلامي.
- شملت الأراضي الساحلية عدة دول مثل ليبيا وتونس ومنطقة الشرق الجزائري، جميعها تطل على البحر الأبيض المتوسط.
- ومن ثم، تم التطرق لفكرة إنشاء قاعدة بحرية، حيث كان الخلفاء الراشدون مهتمين بالتوسع وبتوفير حماية للسفن التجارية.
- رغبة في السيطرة على البحار والمحيطات، كان القيروان هو الخيار المثالي لإنشاء القوات البحرية الإسلامية.
- عُرف الخليفة معاوية بن أبي سفيان برؤيته العسكرية والسياسية حيث أنشأ الدولة الأموية.
- وُلد الخليفة في مكة عام 602 هـ، ويُعتبر أول خليفة قام بتأسيس قواعد بحرية في الدولة الإسلامية، ومن أبرزها القيروان.
معالم القيروان
تضم القيروان العديد من المعالم التاريخية التي لعبت دورًا هامًا في الماضي ولا تزال تحتفظ بأهميتها، ومن ضمن هذه المعالم:
بيت الحكمة
- تم إنشاء المكتبات العامة والمخصصة للجوامع والمدارس.
- تحتوي هذه المكتبات على مجموعة فريدة من الكتب القيمة، ومكتبة بيت الحكمة تعتبر واحدة من أشهر المكتبات في القيروان.
- تأسست خلال فترة حكم إبراهيم الثاني الأغلبي في رقادة.
- تحمل الاسم من بيت الحكمة الذي أنشأه هارون الرشيد في بغداد.
- كانت مركزًا رئيسيًا للطب والعلوم لعقود عديدة في المغرب.
- استقطب إبراهيم بن أحمد الأغلبي عددًا كبيرًا من العلماء في مختلف التخصصات.
- كان الشروع في بعثات لاستكشاف الثقافات هدفًا رئيسيًا، وكانت البعثات إلى بغداد من بين الأشهر.
- سعى لنشر الولاء للخلافة العباسية وتنويع الكتب في مختلف العلوم.
مسجد القيروان
- يُعد جامع القيروان الذي أسسه عقبة بن نافع، من المعالم الأساسية في المدينة.
- قام ببناء مسجد بسيط في البداية، لكنه تطور لاحقًا.
- استبدل حسان بن نعمان الغساني المسجد القديم بآخر أكبر أثناء استشارته لعلماء الدين.
- في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، تم اتخاذ قرار بتوسيع المسجد وزيادة مساحته.
- أُضيفت حدائق كبيرة وصهاريج للمياه، وذلك في عام 155 هـ / 724 م.
- يُعتبر جامع القيروان من أكبر المساجد في دول المغرب الإسلامي.
- كانت هذه البنية مصدر إلهام للعديد من المعماريين في مختلف مناطق المغرب والأندلس.
- أصبح المسجد مركزًا علميًا وثقافيًا ودينيًا بارزًا، حيث بُرمج فيه العديد من الباحثين والدعاة.
في ختام مقالنا حول تأسيس مدينة القيروان كنقطة انطلاق لنشر الإسلام، نجد أنها لم تكن سوى لمحة عن تاريخ طويل مليء بالأحداث في واحدة من أقدم وأهم مدن العالم. لا تزال القيروان تشكل بؤرة للإسلام في مختلف أرجاء المعمورة.
نقترح عليك قراءة المقالات التالية:
- من هم أبرز القادة العسكريين في التاريخ؟