محتويات
أسلوب التعجب في اللغة العربية: سماعي وقياسي
هل يُعتبر أسلوب التعجب في اللغة العربية سماعيًا وقياسيًا؟ هذا السؤال سنطرح إجابته في هذا المقال. تُعتبر اللغة العربية لا تمتاز فقط بتنوع مفرداتها ومرادفاتها، بل أيضًا بغناها بالأساليب البلاغية التي تضفي جمالًا على النصوص وتساعد في فهم المعاني وفقًا للأداة المستخدمة.
تتنوع الأساليب اللغوية في العربية، مما يسهل توصيل المعلومات وتعزيز التواصل. تشمل هذه الأساليب: النداء، المدح، الذم، التحذير، الرجاء، الإغراء، التشبيه، القسم، الشرط، الأمر، النهي، وكذلك التعجب. ويُعتبر أسلوب التعجب من أبرز هذه الأساليب. في المقال أدناه، سنستعرض ما إذا كان هذا الأسلوب يعتمد على الطريقتين السماعية والقياسية. تابعونا.
أسلوب التعجب: سماعي وقياسي
- الإجابة هي نعم، حيث يُستخدم أسلوب التعجب من خلال الطريقتين: السماعية والقياسية.
- يمكن تعريف أسلوب التعجب بأنه أسلوب يعبر عن الاستغراب والدهشة بشأن فعل أو شخص معين.
- يُستخدم هذا الأسلوب لتأكيد شيء مُحدد أو للإعراب عن الاستنكار.
- توجد في كتب النحو عدة تعريفات لهذا الأسلوب، مثل كونه انفعالًا يُحدثه شعور غير معروف.
- أو يمكن اعتبارها تعظيمًا لصفة مميزة أو استحسانًا لفعل استثنائي نتيجة لتميزه.
أشكال أسلوب التعجب
يُقسّم أسلوب التعجب في اللغة العربية إلى فرعين رئيسيين: الأسلوب السماعي والأسلوب القياسي. فيما يلي، نوضح كلا الشكلين مع أمثلة توضيحية:
أسلوب التعجب السماعي
- يُعرف أسلوب التعجب السماعي بكونه لا يخضع لوزن أو قاعدة معينة.
- تشمل بعض العبارات المستخدمة في هذا الأسلوب كافة الكلمات التي لم يتطرق إليها علماء النحو، مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، تبارك الله، يا لك من رجل، قاتله الله، لله درك، أبيت اللعن.
- ترجع هذه الطريقة إلى أصول اللغة العربية القديمة، ويمكن فهمها من خلال سياق الكلام.
أمثلة على أسلوب التعجب السماعي
نذكر فيما يلي بعض الأمثلة على أسلوب التعجب السماعي:
- “كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ”، سورة البقرة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سُبْحَانَ اللَّهِ إنَّ المُؤْمِنَ لا ينجُسُ”.
- يا لك من أستاذ.
- يا لروعة القمر.
أسلوب التعجب القياسي
- تشير أساليب التعجب القياسية إلى الصيغ الشائعة المستخدَمة عند التعبير عن التعجب، حيث تكون دلالاتها اللفظية واضحة.
- في هذا الأسلوب، تُستخدم صيغتان للتعجب: الأولى على وزن ما أفعل مثل (ما أجمل الأمانة).
- يمكن أيضًا تصريف الفعل في الصيغة الثانية على وزن أفعل به، كما يظهر في (أحسن بالرجل أن يصدق).
- بالنسبة للصيغة الأولى، تتمثل البداية بكلمة التعجب (ما) التي تُعرب مبتدأً.
- جملة التعجب تكون فعلًا ماضيًا يأتي بعد (ما) وتُعرب على أنها فاعل.
- المتعجب منه يكون مفعولًا به ويجب إعرابه دائمًا، حيث تصبح الجملة الفعلية خبرًا لكلمة ما.
- أما الصيغة الثانية “أفعل به”، فتتكون من فعل التعجب الذي يشعر الدهشة.
- بالاء يُعتبر حرف جر زائد، بحيث يكون المتعجب منه فاعلًا مجرورًا.
- يجب أن يتوافر في فعل التعجب في الأسلوب القياسي عدة شروط منها أن يكون فعلاً ثلاثياً ومتصفًا ويمكنه التفاوت.
أمثلة على أسلوب التعجب القياسي
وإليكم بعض الأمثلة على ذلك:
- أكرم بالصدق خلقًا.
- ما أفضل العلم.
- ما كان أجمل مجيئنا!
- من أسوأ المواقف هو فوز الظالم على المظلوم.
أمثلة من القرآن على أسلوب التعجب
توجد أيضًا عدة آيات من القرآن الكريم تأخذ نماذج من أسلوب التعجب، مثل:
- “وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ“، سورة الواقعة.
- “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى” سورة الإسراء.
- قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا” سورة الإسراء.
- “مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ” سورة عبس.
- “الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ“. سورة القارعة.
- “هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ” سورة الغاشية.
- قل: الله أعلم بكم لبثوا، غيب السماوات والأرض، يرى ويسمع ما ليس لهم دون الله من مولى، ولا يشارك أحدا في الحكم، سورة الكهف.
- “كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” سورة القمر.
- “أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ” سورة هود.
- “فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ” سورة البقرة.
- “هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا” سورة الإنسان.
- “رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ” سورة مريم.
- “أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ” سورة آل عمران.
- أصحاب الميمنة ليسوا مثل أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة ليسوا مثل أصحاب المشأمة”، سورة الواقعة).
- “إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا” سورة مريم.
- “ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا” سورة الجن.
- “فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ” سورة محمد.
- فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون” سورة آل عمران).
- “أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ” سورة يس.
- “قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ” سورة يوسف.
كيفية صياغة فعل التعجب
توجد ثلاث طرق يمكن استخدامها في صياغة فعل التعجب:
- التعجب المباشر: يكون التعبير عن التعجب عن كل فعل يتحقق فيه شروط التفضيل، مثل أن يكون فعلاً ثلاثياً وتاماً ومتجددًا.
- التعجب بواسطة “ما أشد” أو “ما أشدد” بمصدر صريح: مثل “صفاء السماء جميل” أو “خاتمة فلان سيئة”.
- التعجب بواسطة “ما أشد” أو “ما أشدد” بمصدر مؤول: مثل “أسوأ ما هو عدم التزامك بالصلاة”.
بهذا نكون قد أجبنا على سؤال “هل أسلوب التعجب سماعي وقياسي عند العرب؟” وقد قمنا باستعراض الأنواع المختلفة من أساليب التعجب مع الأمثلة. تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.