من خلال هذا المقال، سنستعرض أسماء الملائكة ومهامهم في سياقٍ يتناول إيمان المسلمين بوجودهم وأهميتهم. إن الإيمان بالملائكة يعد من أسس العقيدة الإسلامية، فقد ذكر الله عز وجل الملائكة في كتابه الكريم، ومع الإيمان بهم، يجب علينا فهم أدوارهم. قال الله تعالى في كتابه الكريم: (مَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [سورة البقرة، الآية 285]. يتساءل الكثيرون حول الملائكة، إذ أن المعلومات المتاحة عنهم قد تكون محدودة، ونحن هنا لنستعرض بعض المعلومات الجليلة حول أسمائهم وأعمالهم.
محتويات
أسماء الملائكة ومهامهم
توجد العديد من أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية. بعض هذه الأسماء ذُكرت بوضوح، بينما تم الإشارة إلى مهام أخرى دون ذكر الأسماء. دعونا نتعرف على بعض هذه الأسماء وأدوارهم:
الملك جبريل
- جبريل هو الملك المكلف من الله تعالى ليربط بينه وبين الأنبياء. يُعرف أيضًا بأسماء مختلفة مثل روح القدس والناموس، وله دور بارز في نقل الوحي إلى الأنبياء. قال الله تعالى في كتابه: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة البقرة، الآية 97].
- لم يقتصر دور جبريل على نقل الوحي، بل شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في القتال وكان له دور مهم في رحلة الإسراء والمعراج.
الملك ميكائيل
- يعتبر ميكائيل من الملائكة المقرّبين إلى الله، وقد أوكل إليه العديد من المهام. من بين مسؤولياته التحكم في المطر وتوزيعه حسب أمر الله. وعُرف أيضًا أنه شارك في الحرب إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (رأيت يوم أحد رجلا على يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلا على يساره)…) وهما ميكائيل وجبريل عليهما السلام.
إسرافيل عليه السلام
- إسرافيل هو الملك المسؤول عن النفخ في الصور. تؤدي النفخة الأولى إلى وفاة جميع الكائنات على الأرض، بينما النفخة الثانية تعيد الخلق للحساب. تم التأكيد على هذا في القرآن حيث قال الله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [سورة الزمر، الآية 68].
ملك الموت
- ملك الموت هو المكلف بأخذ أرواح البشر عند وفاتهم. رغم كونه متحدث عنه في القرآن، إلا أنه لم يُذكر اسمه. يجب التأكيد على أن ما يُطلق عليه العديد من الناس اسم “عزرائيل” ليس له أساس من الصحة. قال الله في كتابه: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [سورة السجدة، الآية 11].
ملك الأرحام
ملك الأرحام مسؤول عن معرفة ما سيحدث للجنين في بطن أمه، سواء كان ذكرًا أو أنثى، وأيضًا إذا كان سعيدًا أو شقيًا. وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (“إن الله وكل بالرحم ملكًا…”) (رواه البخاري).
ملك الجبال
للجبال دور خاص في خلق الله، فهي تحت رقابة الله وتنفيذ أوامره. وقد ذُكرت في الحديث النبوي الذي يروي كيف استجاب ملك الجبال لدعوة النبي.
ملكا القبر
الأسئلة التي يواجهها الميت في قبره يطرحها ملكا منكر ونكير. وقد ورد حديث صحيح عن النبي يوضح ذلك، حيث يُسأل العبد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد دفنه.
مالك عليه السلام
ملك النار، مالك، هو المسؤول عن إدارة النار وتعذيب أهلها، كما هو مذكور في القرآن حيث يقول تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) [سورة الزخرف، الآية 77].
ملائكة ذُكرت أعمالهم دون أسمائهم
أشار القرآن والأحاديث إلى العديد من الملائكة، لكن القليل فقط من أسمائهم ذُكر، إضافة إلى أعمال آخرين. ومن بين هؤلاء الملائكة:
- الملائكة التي شاركت في الغزوات والمعارك مع النبي صلى الله عليه وسلم.
- الملائكة التي تتولى كتابة أعمال البشر، حيث يكون الأول مسؤولاً عن الطاعات والثاني عن السيئات، كما هو مذكور في قوله تعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد) [سورة ق، الآية 17].
- ملك الرعد، الذي يُعهد إليه بمهمة التحكم في الرعد والسحب بأمر الله، وقد وردت أحاديث عنه توضح رقابته على السحاب.