في هذا المقال، سنتناول أعمال الروائي فيودور دوستويفسكي، الذي يُعتبر واحدًا من أعظم الكتّاب الروس في القرن التاسع عشر. اشتهر دوستويفسكي بقدرته الفائقة على فهم وتحليل النفس البشرية، وتجسيد مجموعة معقدة من المشاعر البشرية التي تؤثر على تصرفات الأفراد. وقد نتج عن جهوده الأدبية 11 رواية طويلة، و3 روايات قصيرة، بالإضافة إلى 17 قصة قصيرة، وتمت ترجمة أعماله إلى 170 لغة، مما ساهم في ظهور عدد من الأفلام السينمائية المستلهمة من رواياته.
محتويات
دوستويفسكي
وُلد فيودور دوستويفسكي في 11 نوفمبر 1821 لعائلة روسية تعود جذورها إلى القرن السادس عشر، مما منحهم صفات النبل والتدين بسبب خلفيتهم كرجال دين في الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية. كان والده يعمل طبيبًا عسكريًا، أما والدته فكانت ربة منزل، وقد أنجبا سبعة أبناء، وكان فيودور هو الثاني من بينهم، مما ساهم في تشكيل شخصيته الأدبية.
أسهمت البيئة المحيطة بفيودور في تطوير مهاراته الأدبية؛ حيث عاش فترة من الوقت بجانب مرضى مستشفى الفقراء، مما أكسبه نظرة عميقة للحياة ومعاناتها. كما كانت مربيته تقرأ له القصص، مما ساعده في تنمية خياله وبناء عوالم خيالية. حرصت والدته منذ طفولته على تشجيع أبنائها على حفظ الكتاب المقدس، مما أثرى قدراتهم اللغوية والتعبيرية.
التحق فيودور بإحدى المدارس الداخلية في فرنسا، حيث وصفه معلموه بأنه نحيل ومنطوي، لكنه كان يمتاز ببلاغة التعبير ورقة المشاعر. عندما بلغ الخامسة عشرة، انضم للأكاديمية الهندسية العسكرية، رغم عدم سعادته بذلك نتيجة لعدم رغبته في دراسة الرياضيات والعلوم العسكرية. ومع ذلك، تخرج وحقق لقب مهندس عسكري مغوار، وكان يكرس جهوده لمساعدة الفقراء والدفاع عن المظلومين.
بدأ مشواره الأدبي أثناء عمله كمهندس، حيث نشر روايته الأولى “المساكين” عام 1845، والتي اعتبرت إحدى أولى إبداعات الأدب الروسي الاجتماعي، مما أتاح له الانتقال بشكل كامل إلى عالم الأدب. تبع ذلك العديد من الروايات التي سرعان ما حققت شهرة واسعة، بما في ذلك “الشبيه”، و”ربة المنزل”، و”الجريمة والعقاب”.
عانى فيودور من مرض الصرع بعد فقدان والده، ورغم نجاحه الأدبي، زادت نوبات الصرع لديه. على الرغم من كل ذلك، كان له علاقات عاطفية متعددة، بدءًا من علاقته مع إحدى تلميذاته، ثم زواجه من ماريا، وقعت بعدها علاقة حب مع طالبة، لكنها كانت أنانية وغير داعمة له، ما أدى إلى صعوبات في حياته العاطفية. بعد وفاة ماريا، تزوج من آنا كورفين التي كانت ناشطة في حقوق المرأة.
تميز أسلوب فيودور بالعمق الفلسفي ودراسة النفس، وكتب في مختلف الأنواع الأدبية، بما في ذلك الروايات الطويلة والقصيرة، والقصص، والشعر، وغيرها. أضفى على كتاباته لمسة شخصية، واستعرض وجهات نظر متنوعة لشخصيات رواياته، مما زاد من تعقيد القصة وتجسيد الحياة الاجتماعية الروسية وتحدياتها.
أسماء روايات دوستويفسكي
روايات طويلة
- المساكين
- الشبيه
- ربة البيت
- نيتوتشكا نزفانوفا
- حلم العم
- قرية ستيبانتشيكوفو
- مذلون مهانون
- بيت الموتى
- الإنسان الصرصار
- الجريمة والعقاب
- المقامر
- الأبله
- الزوج الأبدي
- الشياطين
- مراهق
- الإخوة كارامازوف