تتجلى في الشعر والقصائد جماليات تعبر عن أهمية الأم والدور الفريد الذي تلعبه في حياتنا. إن الأم تُعدُّ “مدرسة”، كما قيل، لأنها إذا أُحسنت تربيتها أُنشئ جيل كامل. فهي المنبع الرئيسي للحنان والعطف في المنزل، وقد أوصانا الله تعالى بإكرامها إلى جانب الأب في قوله: “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
لا ينبغي الانتظار حتى عيد الأم للتعبير عن شكرنا وتقديرنا لجهودها العظيمة في التربية، إذ علينا دائمًا أن نعبر عن حبنا وتقديرنا في أي وقت، حتى من خلال أفعاله البسيطة. في هذه الموسوعة، سنقوم بجولة لاستعراض أروع الأشعار التي تجسد هذا المعنى.
محتويات
أبيات شعرية تعبر عن عظمة الأم
1. قصيدة نزار قباني
صباح الخير يا نعمة، صباح الخير يا أغلى الحبيبات
لقد مضى عامان، يا أمّي، منذ غادرت ابني رحلته الخيالية
حمل في حقائبه صور صباح بلاده الخضراء ونجومها وكل إخوانه وأخواته
يمكن وضع نعناع وزعتر في طرابيشه، وتكون ملابسه محشوة بها
وأنا أذوق لوعة الفراق وحدي
دخان سجائري يضجر ولي مقعدي يتململ
أحزاني تحاكي طيورًا تبحث عن بيتر الذي عرفته نساء أوروبا
قابلت قسوة الإسمنت والخشب، وتعرفت على حضارة التعب
وصلت الهند وامتلكت السند وانتشرت في العالم الأصفر
ولم أجد امرأة تمشط شعري الأشقر أو تحمل لي عرائس السكر في حقيبتها
وتكسوني إذا كنت عاريًا، وتنشلني إذا تعثرت
يا أمي، يا أمّي، أنا الولد الذي أبحر وما زالت عروسة السكر تسكن في ذاكرتي
فكيف، فكيف يا أمي أصبحت أبا ولم أكبر بعد؟
2. قصيدة محمود درويش
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
تتنامى في داخلي منذ الطفولة، يومًا بعد يوم
أحب عمري كثيرًا لأنه إذا جاء الموت، سأخجل من دموع أمي.
احمليني، إذا عدت يومًا
وشاحًا على هامتك
واحفظي عظامي تحت العشب، واربطي وثاقي
شعري المنسدل، بخيط يلوح في ذيل ثوبك
استخدمي جسدي كوقود لحميمتك إذا لم أعد مرةً أخرى
وحبل غسيل على سطح منزلك
لأنني فقدت الوقوف، بلا صلاة نهارك
هرمت، فارجعي لي نجوم الطفولة
حتى أستطيع أن أشارك صغار العصافير
درب العودة إلى عش انتظارك.
3. قصيدة سعيد عقل
أمي يا ملاكي، يا حبي المتجسد للأبد
ولا تزال يداكِ تعانقاني وأنا ما زلت صغيرًا
أنظر نحو الشهر، ويتلاشى ربيعي
أمي، وأنت زهرتي في عطرها أضيع
وعندما أنادي “أمي” تفوزني أن أرتفع
أمي، يا نبض قلبي، دعيني إن وجعت
وقُبلتي وحبي، أمي، إن اشتعلت
عيناك هما الأجمل والأحلى من أي كوكب في الفضاء
يا أمي، يا ملاكي، يا حبي الذي لا ينتهي.
4. قصيدة فاروق جويدة
يا أمي، ما يحتاجه قلبي الحزين هو دعائك
كم كانت دعواتك تمنحني الأمان
لقد أصبحت يا أمي هنا
رجلاً ناضجًا ذا مكانة
وعرفت يا أمي عظماء القوم والسلطان
لكنني، أصبح قلبي يشعر أنني لست إنسانًا
5. قصيدة كريم معتوق
كلما ألقيت شيئًا إلى أمي متناسقًا مع القافية، بدا أفضل مما وصفت
يتفتح حقل الكلمات حين تحملها غيمة من طيب لإنسانيتها
قالوا إن الأم هي المدرسة، وأنا أرى أن كل المدارس هي ساحات لها تقف فيها
أحضرت الشعر بأقل قافية، كانما الأم تحتفظ بصفات تفوق الوصف
إذا قلت شعراً في حق الأم واعتذرت، آن الأوان للوقوف أمام الجميع والاعتراف
6. قصيدة معروف الرصافي
يتمثل واجبي في تكريم أمي، فهي الأولى بالاحترام
حملتني وعلّمتني المسؤوليات، وراضعتني حتى فطمي
احتضنتني وأحبّتني في أحلك العصور، حتى ضحت بنومها من أجلي.
7. قصيدة إبراهيم المنذر
أغرى رجل يومًا غلامًا بسيطًا بنقوده حتى نال ما يريد
قال: “أحضر لي قلب أمك يا فتى، وستنعم بالمال والجواهر”
قصدها وطعنها بخنجر في صدرها، فخرج القلب ورجع على ذلك الفعل
بسبب دهشته العارمة، انحرف وسقط القلب المتسارع في حالة من عدم التوازن
نادت قلب الأم، وقالت: “يا ابني الحبيب، هل أصابك مكروه؟”
يبدو أن هذا الصوت الحنون يجلب الغضب من السماء تجاه الولد
فانطلق بسرعة واستل سكينه في محاولة لطعن نفسه، طعنة ستبقى درسًا لمن يعتبر.