يتناول هذا المقال موضوع الأشهر الهجرية، أو ما يعرف بالأشهر القمرية، والتي تشكل أساس التقويم الهجري المستند إلى هجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم. بدأ هذا النظام الزمني في السنة السابعة عشر من الهجرة خلال فترة حكم عمر بن الخطاب. بينما يتبنى معظم دول العالم التقويم الميلادي الذي يعود تاريخه إلى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، فإن عدد الدول التي تتبع التقويم الهجري يعد محدوداً، وأبرزها المملكة العربية السعودية. هنا، نقدم لكم عبر موسوعة اليوم استعراضاً لكيفية تأسيس العام الهجري، وعدد الأشهر، وترتيبها، إلى جانب أسباب تسميتها.
محتويات
أصل تسميات الأشهر الهجرية
تعريف العام الهجري
يمثل العام الهجري الفترة المكونة من الأشهر الهجرية، والتي تم تحديدها استناداً إلى توقيت هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وقد تم اعتماد التقويم الهجري في عهد الدولة الإسلامية على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد استشارة الصحابة حول الحدث الأهم في التاريخ الإسلامي، وقد اتفقوا على أن الهجرة النبوية هي الحدث الأبرز. وبذلك وُجد اسم “التقويم الهجري” الذي بدأ من العام السابع عشر للهجرة، والذي يوافق كذلك العام 623 ميلادية.
الأشهر الهجرية
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)” (سورة التوبة).
تشير هذه الآية إلى أن عدد شهور السنة هو اثنا عشر شهراً، وترتيبها كالتالي:
- محرم.
- صفر.
- ربيع أول.
- ربيع الآخر.
- جُمادى أول.
- جُمادى الآخر.
- رجب.
- شعبان.
- رمضان.
- شوال.
- ذو القعدة.
- ذو الحجة.
كما يتذكر في الآية الكريمة، فإن الأشهر الحرم، وهي أربعة شهور، تدخل ضمن تقسيم السنة الهجرية بين الشهور “الحل” والأشهر “الحُرُم”.
الأشهر الحرم
يقول الله في سورة البقرة، الآية 217: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ”.
وهذه الأشهر هي تلك التي حرم الله فيها القتال، وهي:
- رجب.
- ذو القعدة.
- ذو الحجة.
- المحرم.
الأشهر الحِلّ
تشمل بقية شهور العام الهجري، وعددها ثمانية أشهر، التي يُسمح فيها بالقتال إذا استدعت الضرورة ذلك. كما جاء في قوله تعالى: “فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)” (سورة التوبة).
أسباب تسمية الأشهر الهجرية
محرم: يطلق على هذا الشهر اسم “المحرم” لأنه كان شهرًا يحرص العرب فيه على الامتناع عن القتال. تختلف الآراء حول أصل التسمية، ولكن يُعتقد أنه كان يسمى “صفر الأول”، وتم اختياره لتميزه عن شهر صفر، إلا أن اسم “المحرم” هو الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر: “أفضل الصيام بعد شهر رمضان، صيام شهر الله المحرم” (صحيح مسلم).
صفر: استمد هذا الشهر اسمه من التشاؤم الذي كان يحمله العرب تجاهه، إذ كانوا يتركون بيوتهم مهجورة للتوجه إلى القتال. وقد ذُكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى ولا صفر ولا هامة” (صحيح البخاري ومسلم)، مما يدعو الناس لعدم التشاؤم.
ربيع أول: سمي هذا الشهر بهذا الاسم احتفالًا بقدوم فصل الربيع.
ربيع الآخر: تم تخصيص هذا الاسم لأن ظاهرة ربيعية قد لوحظت فيه.
جُمادى أول: يطلق هذا الاسم بسبب ما يترتب عليه من تجمد المياه خلال فترة البرد.
جُمادى الآخر: يشير هذا الاسم أيضًا إلى الذوبان الذي يحدث خلال أيام الصقيع.
رجب: تعني كلمة “رجب” الهيبة أو الخوف، وكان العرب يحترمون هذا الشهر ويمتنعون عن الحرب فيه.
شعبان: يعود أصل تسمية هذا الشهر إلى كلمة “شعب”، حيث كان العرب يتفرقون ويتنقلون للقتال.
رمضان: يشير الاسم في الأصالة إلى شدة الحر، وقد أطلق عليه هذا الاسم كونه يأتي في أشهر الصيف الحارة.
شوال: جااء اختيار هذا الاسم لأنه كان فترة انخفاض إنتاج حليب الإبل.
ذو القعدة: سُمِّي بهذا الاسم لأن العرب توقفوا فيه عن القتال.
ذو الحجة: أُطلق على هذا الشهر اسم “ذو الحجة” لأنه يتضمن أداء مناسك الحج إلى الكعبة المشرفة، سواء قبل الإسلام أو بعده.