يُعتبر ختان الإناث من الممارسات المؤلمة والمُشينة التي تُمارس في بعض الدول العربية، وسنتناول في هذا المقال المخاطر والأضرار النفسية والجسدية التي تُصيب الفتيات جراء هذه الممارسة.
تتعرض النساء في جميع أنحاء العالم لأشكال متعددة من العنف الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى انتهاكات تُهدد كرامتهن وحقوقهن الأساسية.
محتويات
ختان الإناث:
يُعرَّف ختان الإناث بأنه إجراء يتضمن تشويهًا جزئيًا أو كليًا للأعضاء التناسلية الأنثوية. هذه العملية لا تُبرر بأي شكل من الأشكال، إذ لا تُضيف أي فائدة للفتيات، بل تُسبب مشكلات صحية ونفسية جسيمة. غالبًا ما تُمارَس هذه الممارسة في المناطق التي يسود فيها الجهل، وقد تنفذ على الفتيات ابتداءً من سن الرضاعة وحتى سن الـ15 عامًا.
يُعتبر ختان الإناث أحد أشكال العنف المُمارس ضد النساء، حيث يمثّل انتهاكًا صارخًا لحقوقهن في جسدهن في أعمار مبكرة، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على حقوقهن الصحية وحقهن في ممارسة حياة طبيعية خالية من المخاطر. وتعرّض هذه العملية الفتيات لمخاطر عدة، بما في ذلك خطر فقد الحياة أثناء الإجراء.
كيف يتم ختان الإناث؟
عادةً ما تُجرى عملية ختان الإناث باستخدام أدوات مثل السكاكين أو الشفرات أو المقصات، وغالبًا ما تُنفذ دون استخدام أي نوع من التخدير أو التطهير. وغالبًا ما تكون القائمات على هذه العملية غير مدربات على الجوانب الصحية والطبية اللازمة. يُقسم ختان الإناث إلى أربعة أنواع رئيسية:
- استئصال البظر: يشمل هذا النوع إزالة البظر بالكامل، وهو الجزء الحساس من الأعضاء التناسلية للنساء. أحيانًا، يتم استئصال القلفة، وهي الجلد المحيط بالبظر.
- استئصال كلي أو جزئي للبظر والشفرتين: في هذا الإجراء يتم استئصال البظر مع الشفرتين الصغيرتين وأحيانًا يُستأصل الشفرتان الكبيرتان أيضا.
- تشويه الأعضاء التناسلية بالكامل: يتضمن هذا التضييق على فتحة المهبل بطريقة قد تؤدي إلى قطع الشفرتين الداخلية أو الخارجية، مما يؤدي أحيانًا إلى إزالة البظر بالكامل، وبالتالي تعرض الفتاة للمخاطر الشديدة.
- استئصال العضو التناسلي: يمثل هذا النوع أخطر أشكال الختان، حيث يسبب تشوهًا كبيرًا للأعضاء التناسلية بفعل قلة المعرفة الصحية لدى الأشخاص الذين يُجرون العملية، مما يؤدي إلى أضرار صحية هائلة.
تظهر العديد من الأضرار الصحية الناتجة عن ختان الإناث، دون أن يكون لهذه الممارسة أي فائدة، بل على العكس، فإنها قد تؤدي إلى عواقب صحية خطيرة.
المضاعفات المحتملة لختان الإناث:
- الشعور بألم شديد.
- صعوبة في العودة إلى الحالة الطبيعية بعد التعرض لصدمة نفسية.
- إمكانية التعرض لنزيف حاد.
- زيادة خطر العدوى البكتيرية نتيجة لعدم تعقيم الأدوات المستخدمة.
- حدوث احتباس في البول.
- الإصابة بتقرحات في المنطقة.
المضاعفات المحتملة على المدى الطويل:
- الإصابة المتكررة بالتهاب المسالك البولية.
- الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد التكيس.
- الوقوع في فخ العقم.
- الشعور بألم أثناء الجماع وانخفاض الرغبة فيه.
- تسبب مضاعفات خطيرة أثناء الولادة الطبيعية.
- الشعور بالألم الشديد.
- ترك آثار نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب المزمن.
- زيادة احتمالية وفاة الوليد أثناء الولادة.
- قد تتطلب المضاعفات إجراء عمليات جراحية، خاصة في حالة تضييق فتحة المهبل.
مخاطر ختان الإناث:
تُعتبر عملية ختان الإناث من الممارسات التي تُنفذ ضمن تقاليد أو عادات مجتمعات معينة، ويختلف سببها من ديني إلى اجتماعي، حيث تنتشر في بعض البلدان أكثر من غيرها. تُعتبر في بعض الثقافات وسيلة لتأهيل الفتيات للزواج، أو اعتقادًا خاطئًا بأنها تحميهن، بينما يُنظر إليها في أماكن أخرى كوسيلة للحفاظ على النظافة.
على الرغم من المخاطر الصحية المرتبطة بخطر ختان الإناث، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال شائعة في كثير من البلدان، حيث تُمارس بسبب العادات الاجتماعية وتراثها الذي يُنقل من جيل إلى آخر.
مدى انتشار ختان الإناث:
وفقًا لإحصائيات منظمة اليونيسيف عام 2012، تتبوأ الدول العربية المرتبة الأولى في انتشار ختان الإناث، وتأتي الصومال في الصدارة إذ يعاني نحو 98% من النساء هناك من هذه الممارسة، تليها جيبوتي ومصر بنسبة 93% و91% على التوالي.
بينما تنتشر هذه الظاهرة في دول عربية أخرى، فإنها تكون بأقل نسبة. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 69% من النساء يشاركن في إجراء هذه العمليات لبناتهن، رغم معرفتهن بعواقبها الوخيمة، مما يُظهر مدى قبول المجتمع لهذه الممارسة، ويتطلب الأمر جهودًا كبيرة لإنهائها بشكل كامل.