تعتبر حساسية اللاكتوز من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه الأطفال حديثي الولادة، ويُعرف بهذا الحالة أيضًا بحساسية الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز. تنتج هذه الحساسية عن عدم قدرة الجهاز الهضمي على هضم السكر الموجود في حليب الأم أو الحليب ومشتقاته، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الانتفاخ والغازات والإضطرابات الهضمية. يحدث ذلك بسبب نقص إنزيم معين في الأمعاء الدقيقة، وهو إنزيم اللاكتاز المسؤولي عن تحطيم السكر.
محتويات
دور إنزيم اللاكتاز:
وظيفة إنزيم اللاكتاز تقوم على تحليل اللاكتوز ليتم امتصاصه بشكل مناسب في الجسم. يُعتبر هذا النوع من الحساسية من الحالات الخلقية التي يمكن أن يولد بها الرضيع، إلا أنها قد تظهر في بعض الحالات النادرة بين البالغين نتيجة مشاكل هضمية تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج الإنزيمات الكافية. يعاني العديد من الأشخاص في قارة آسيا من حساسية اللاكتوز، حيث تصل النسبة إلى 90% بين الأطفال والبالغين. ويرتبط عدم تحمل اللاكتوز بالعديد من المشكلات الصحية مثل الانتفاخ والإسهال الشديد، وخاصة لدى الأطفال. ويعاني بعض الأشخاص من صعوبة في تحمل جميع منتجات الألبان، بينما يُسمح للآخرين بتناول كميات محددة منها.
أعراض حساسية الحليب عند الرضّع:
تختلف أعراض عدم تحمل اللاكتوز في شدتها من شخص لآخر، حيث تعتمد ذلك بشكل رئيسي على كمية إنزيم اللاكتاز المتاحة. تظهر الأعراض في غضون نصف ساعة إلى ساعتين بعد تناول الطعام، وتشمل:
- الانتفاخات والتقلصات البطنية الشديدة.
- آلام ناتجة عن تشنجات في منطقة البطن.
- أصوات تصدر من الأمعاء، تُعرف بالقرقرة.
- الغثيان المستمر.
- إسهال شديد.
علاقة اللاكتوز بالإسهال:
الارتباط بين اللاكتوز والإسهال علاقة قوية، حيث تزداد حدة الإسهال مع زيادة نسبة اللاكتوز الناجمة عن عدم كفاية إنزيم اللاكتاز. ظهور إسهال شديد مصحوب بتقلصات وآلام في البطن بعد تناول منتجات الألبان قد يشير إلى وجود حساسية اللاكتوز. ينصح بتجنب الألبان وشتقاته لفترة معينة لمعرفة إذا ما كانت الأعراض ستتحسن، وفي حال تحسنت، قد تشير المشكلات إلى وجود نقص في إنزيمات الأمعاء.
أنواع حساسية اللاكتوز:
عدم تحمل اللاكتوز الأولي:
يعتبر هذا النوع الأكثر انتشارًا، وينشأ عن نقص تدريجي في إنتاج إنزيم اللاكتاز في الأمعاء، وغالبًا ما يكون وراثيًا، ويبدأ بالتظهر عادة عند سن السنتين.
عدم تحمل اللاكتوز الثانوي:
يظهر هذا النوع من الحساسية بشكل مؤقت نتيجة اضطرابات في المعدة أو الأمعاء تؤدي إلى نقص في إنزيم اللاكتاز، ويزول بعد علاج المشكلة الأساسية.
عدم تحمل اللاكتوز المكتسب:
هذا النوع يكون لفترة محددة، خصوصًا لدى الرضع الذين يعانون من نقص في النمو، وبإمكان علاج المرض تعويض النقص بشكل سريع.
عدم تحمل اللاكتوز الخلقي:
يعتبر هذا النوع نادر الحدوث، حيث يولد الأطفال مع نقص حاد في إنزيم اللاكتاز، مما يمنعهم من تحمل أي من منتجات الألبان ومشتقاتها.
علاج حساسية اللاكتوز:
لا يوجد حاليًا علاج نهائي لحساسية اللاكتوز، حيث لم يتم اكتشاف دواء لزيادة مستويات إنزيم اللاكتاز. مع ذلك، يمكن التخفيف من الأعراض عن طريق تقليل استهلاك الألبان ومشتقاتها. يمكن للأشخاص المتأثرين تناول كميات صغيرة من الحليب أو اختيار المنتجات الخالية من اللاكتوز المتاحة في الأسواق. غالبًا ما تكون بعض أنواع الجبن والزبادي خالية من الكميات العالية من اللاكتوز، مما يتيح تناولها بأمان. وفي الحالات التي يزداد فيها الرغبة في استهلاك منتجات الألبان، يمكن استخدام حبوب إنزيم اللاكتاز قبل تناولها، كما توجد خيارات لإنزيم اللاكتاز في شكل قطرات تُضاف إلى الحليب. للحصول على الكالسيوم، يمكن الاعتماد على المكملات الغذائية.
حليب خالٍ من اللاكتوز:
يُعتبر الحليب الخالي من اللاكتوز خيارًا مناسبًا لمصابي عدم تحمل اللاكتوز، ويعد حليب الصويا واحدًا من البدائل الشائعة، حيث يحتوي على فوائد صحية مشابهة للحليب البقري. يحتوي أيضًا على بروتين وألياف، ويُعرف بمحتواه المنخفض من الدهون وقدرته على تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء. بالإضافة إلى حليب الصويا، يمكن استخدام حليب جوز الهند وحليب الأرز وبقية بدائل الحليب مثل حليب الشوفان وحليب البذور، حيث تتميز جميعها بمحتويات غنية من الألياف والفيتامينات والمعادن، مما يجعلها خيارات ممتازة لتلبية الاحتياجات الغذائية دون التعرض لأعراض عدم تحمل اللاكتوز.