محتويات
ما هو سحر الكابالا؟
في عام 1934، ذكر العالم اليهودي برنار لازاريه في كتابه “مناهضة الشعوب السامية”، أنه تأثر بالرأي العام العالمي حول الكابالا، والذي يعكس العديد من المعتقدات حول ارتباط السحر باليهود. حيث يُعتبر أن هناك ميلاً لاستخدام السحر في الثقافة اليهودية، مما يُثير قلق البعض ويعزز من اقتناع عدد من اليهود بهذا الموضوع. وقد كان السحر سبيلاً متداولاً في العصور الوسطى، حيث وُصِفت السحرة اليهود بتميزهم، إضافةً إلى أن السحر مُدرَج في التلمود الذي يحتوي على تعاليم خاصة بالتلاعب الروحي. كما أن هناك قصور في قدرة العلوم الحديثة على دراسة هذه الظواهر الشيطانية، خصوصًا سحر الكابالا المعروف بأنه يجسد أعلى درجات السحر مستخدمًا دم الإنسان.
- الكابالا هو مذهب يهودي يرتكز على تفسير الكتاب المقدس، ويُعتقد أن كل كلمة وحرف تحمل معنى خفياً. نشأ هذا المذهب في القرن السابع الميلادي وانتشر حتى القرن الثامن عشر، وكان يهدف لإضفاء روح جديدة على اليهودية. وعلى الرغم من تعرض معتنقي هذا المذهب للاضطهاد، إلا أنهم يعتقدون أن الله هو مصدر كل شيء وأن الروح الإنسانية خالدة. وقد أدخلت بعض الأفكار الرياضية لثياغورث في قوانينهم الدينية، وأطلقوا على هذا المذهب اسم “عبادة الأعداد”، كما دمجوا بعض المفاهيم الميتافيزيقية لأفلاطون وتعاليم مسيحية.
توجد أيضًا مدرسة أخرى لمذهب الكابالا تنسب لإسحق لوريا، الذي اختار العزلة في كهف لدراسة هذا المذهب. وقد توصل إلى أفكار جديدة أطلق عليها “الكابالا الجديدة” أو “الكابالا اللوريانية”، حيث اعتبرت مدخلًا لعلم اللاهوت المعاصر والفلسفة وعلم النفس. وساهم في صياغة نظرياته حول خلق الإنسان والفراغ الميتافيزيقي، كما طرح أفكاره حول الحكمة الإلهية المشابهة للشرارة الموجودة في الإنسان، مع التركيز على تحرير الإنسان من قيود الجسد ليصل إلى مستويات أعلى من الوعي والصفاء الروحي، والذي يُعرف بـ “الحدس”.
- يميل أتباع هذا المذهب إلى ممارسة التنجيم والتنبؤ، مستخدمين مجموعة من الأوراق تعرف بـ “التاروت”. وقد ظهرت العديد من القنوات التلفزيونية المختصة في عرض برامج السحر والتنجيم وقراءة الطالع، بالإضافة إلى الأفلام الإباحية المرتبطة بمفاهيم هذا المذهب ومذاهب أخرى.
أعراض سحر الكابالا
يمكن اعتبار هذا السحر مخصصًا لإلحاق الأذى بالمسحور، ويُعرف بين اليهود بكلمة “قبالة”. على الرغم من أن مصطلح “الكابالا” في العبرية القديمة يعني القبول، إلا أن معناه هنا يختلف بشكل جذري. الهدف من هذا النوع من السحر هو دفع شخص ليقبل الآخر، حتى وإن تطلب الأمر إيذاءه. ويُقال إن هذا السحر أصله يعود إلى الفراعنة، وأن اسمه مشتق من كتاب سحري وجد في إحدى المقابر الفرعونية. أما عن أعراض سحر الكابالا، فتُقسم إلى ثلاثة فئات رئيسية كما يلي:
أعراض عامة
تتمثل هذه الأعراض في العلامات النفسية مثل التوتر المستمر وسوء الحالة النفسية، مما قد يؤدي بالمصاب إلى التفكير في الانتحار أو كره الحياة. بالإضافة إلى ذلك، قد يصاب الفرد بعدد من الأمراض التي تستعصي على التشخيص الطبي، ويعاني من الكوابيس المتكررة التي قد تحتوي على رموز مرعبة.
أعراض وهمية
تشمل هذه الأعراض الهلوسة التي قد تؤدي بالمصاب لرؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجودة، وقد يشعر أيضًا بأنه موجه لأداء أفعال ضارة مثل الانتحار أو الاعتداء. وفي بعض الحالات، يشعر المسحور بوجود أشخاص بجانبه أثناء نومه أو رؤية ظلال غير واضحة حوله.
أعراض المس الشيطاني
توجد أعراض شائعة تشير إلى وجود مس شيطاني، مثل زيادة لمعان العين، والإفراط في شرب الماء، وزيادة مرات التثاؤب خلال اليوم. كما قد يعاني الشخص من عدم القدرة على تحمل الروائح العطرية، والتي تُعتبر كريهة في عيني عقله، بالإضافة إلى أن رائحة فم المسحور قد تكون دائمًا مزعجة، مع جفاف سريع للجلد في بعض الأحيان.
حكمة سحر كابالا
تتناول حكمة سحر الكابالا أسئلة حول وجود الإنسان، مثل لماذا وُجد على الأرض وما هو هدفه في الحياة. تسعى ديانة الكابالا للإجابة على هذه الأسئلة واستغلالها. فهي ليست مجرد دراسة نظرية، بل هي تطبيق عملي يمكن أن يُعزز معرفة الشخص بنفسه، وطبيعته وما يحتاجه من تغيير وفق الدرجات التي يحققها. يُمكن للإنسان من خلال هذه الممارسات أن يعمل على اكتشاف ذاته وتحقيق التفاهم الداخلي دون الاعتماد على مشرف خارجي، مما جعل الحكمة الكابالية تُعرف بـ “الحكمة الخفية”.
رقية إبطال السحر بجميع أنواعه
يذكر الإمام ابن باز أن هناك طريقتين لعلاج السحر: الأولى هي الرقية الشرعية، والثانية استخدام الأدوية المخصصة لعلاج حالات السحر. حيث تعتبر الرقية الشرعية الأنجح على الإطلاق وتشتمل على الآيات التالية:
- سورة الفاتحة.
- آية الكرسي.
- سورة الكافرون.
- سورة الإخلاص.
- سورة الفلق.
- سورة الناس.
- الآيات الدالة على السحر في سور الأعراف ويونس وطه.
وتُرتب الآيات كما يلي:
- قال – تعالى -: بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) مالك يوم الدين (4) إياك نعبد وإياك نستعين (5) اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7).
- قال – تعالى -: لا إله إلا الله الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، فمن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يؤاخذه حفظهما، وهو العلي العظيم.
- قال – تعالى -: قل يا أيها الكافرون (1) لا أعبد ما تعبدون (2) ولا أنتم عابدون ما أعبد (3) ولا أنا عابد ما عبدتم (4) ولا أنتم عابدون ما أعبد (5) لكم دينكم ولي دين (6).
- قال – تعالى -: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4).
- قال – تعالى -: قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد.
- قال – تعالى -: قل أعوذ برب الناس: ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس.
- قال – تعالى -: (وأوحي إلى موسى أن ألق عصاك، فإذا هي تلقف ما يأفكون (117) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون (118) فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين (119) (سورة الأعراف).
- قال – تعالى -: فرعون قال: ائتوني بكل ساحر عليم، فلما جاء السحرة، قال لهم موسى: ألقوا ما أنتم ملقون، فلما ألقوا، قال موسى: ما جئتم به هو سحر، ولكن الله سيبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين. وسيحق الله الحق بكلماته، ولو كره المجرمون. هذه الآية من سورة يونس.
- قال – تعالى -: قالوا لموسى: إما أن تلقي وإما نكون نحن أول من يلقي (65) فقال موسى: بل ألقوا. وعندما يسحرون بحبالهم وعصيهم، يبدو له كأنها تسعى (66) فشعر موسى بالخوف في نفسه (67) فقلنا له: لا تخف، إنك أنت الأعلى (68) وألق ما بيمينك لتلقف ما صنعوا، فإنما صنعوا كيد الساحر، والساحر لا ينجح أينما يذهب (69) (سورة طه).
يتم نفث هذه الآيات في الماء، ثم يُصب الماء على ماء آخر، ويُرش المصاب بذلك الماء، مع تناول بعض المشروبات منه، مثل ثلاث حبات، بإذن الله ستختفي آثار السحر.