يواجه الأطفال في مرحلة الطفولة العديد من الأمراض التي قد تشكل تهديدًا لصحتهم. ومن بين هذه الأمراض، يبرز سرطان الكلى المعروف أيضًا باسم “ورم ويلمز”. يُعتبر هذا المرض واحدًا من أكثر الأورام الصلبة شيوعًا لدى الأطفال، وغالبًا ما يصيبهم في الفئة العمرية من سنة إلى خمس سنوات. يُمثل سرطان الكلى نسبة تتراوح بين 6.6% إلى 8% من جميع حالات السرطان في مرحلة الطفولة في معظم دول العالم، كما أنه يصيب كل من الذكور والإناث بنسب متساوية.
محتويات
ما هو سبب تسمية ورم ويلمز بهذا الاسم؟
يُعرف سرطان الكلى بـ “ورم ويلمز” نسبةً إلى الطبيب الألماني ماكس ويلمز، الذي نشر أول مقال طبي يتحدث عن هذا الورم في أواخر القرن التاسع عشر. يُطلق عليه أيضًا اسم الأوليات الكلوية.
تعريف سرطان الكلى لدى الأطفال
سرطان الكلى لدى الأطفال هو نوع من الأورام السرطانية التي تحدث في الكليتين، حيث تتبقى الخلايا الكلوية المضغية التنشؤية فيها. يُعتبر هذا المرض من أكثر الحالات شيوعًا في الوقت الحاضر. لذلك، ينصح الأطباء الأمهات، اللواتي لديهن أطفال تتراوح أعمارهم بين عام وخمس سنوات، بإجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن المرض وعلاجه في مراحله الأولى قبل أن يتفاقم.
أسباب إصابة الأطفال بسرطان الكلى
- تُعتبر التشوهات الجينية من الأسباب الرئيسية وراء إصابة العديد من الأطفال بسرطان الكلى. تؤثر الطفرات في الجينات المسؤولة عن النمو الطبيعي للكليتين، مثل الجينات wt2 و wt1 الموجودة على الكروموسوم رقم 11، مما يؤدي إلى تشوه الكليتين وبالتالي إلى الإصابة بالسرطان (ويلمز). يحدث هذا في معظم الحالات، باستثناء بعض حالات سرطان الكلى العائلي التي تكون مصحوبة بتغيرات نسيجية دالة على درجة الخباثة.
- يرى العديد من الأطباء أن هناك علاقة وراثية تتعلق بظهور سرطان الكلى، حيث يكون الحذف الجزئي للصبغ في الشذوذ الموروث المحدد في ورم ويلمز أكثر شيوعًا.
أعراض سرطان الكلى المبكرة لدى الأطفال
تشمل الأعراض التي قد تظهر على الطفل المصاب بسرطان الكلى ما يلي:
- تواجد كتلة غير طبيعية في منطقة البطن عند تغيير ملابس الطفل أو استحمامه.
- آلام شديدة في البطن.
- ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم.
- نزيف داخل الورم.
- ظهور دم في البول.
- ارتفاع ضغط الدم الشرياني نتيجة ضغط الورم على الأوعية الكلوية، حيث قد يصل الارتفاع إلى 25%.
- اكتشاف انضغاط الحبل الوريدي المنوي عند فحص سريري لدوالي الخصية.
كيفية تشخيص سرطان الكلى لدى الأطفال
تُجرى اختبارات مسح تشمل تحاليل عامة لتأكيد وجود ورم “ويلمز”، ومن هذه التحاليل:
- تعداد الدم المحيطي مع الصبغة.
- فحوصات وظائف الكبد.
- اختبارات الكهارل والبولة والكرياتينين.
- تحليل جامع للبول.
كما تُجرى فحوصات تصويرية لمراجعة وجود الورم أو عدمه، مثل:
- فحص “الإيكو” على البطن لتحديد وجود كتلة في الكلى وتقييم الأوعية الدموية الكلوية.
- فحص بتقنية CT لتحديد الدرجة الموضعية للورم وتقييم أي تأثيرات على الوريد الأجوف السفلي.
- يمكن إجراء صورة شعاعية للصدر لتقييم الانتقالات الرئوية، على الرغم من أن استخدامها في التشخيص قد يثير بعض الجدل نظرًا لأن الرئة تعتبر موقعًا شائعًا لتفشي سرطان الكلى.
طرق معالجة سرطان الكلى لدى الأطفال
تعتمد معالجة سرطان الكلى لدى الأطفال على الجراحة أو العلاج الكيميائي، حيث تتم مراجعة البطن بالكامل بما في ذلك الكلية على الجانب الآخر للبحث عن انتشار الورم وتحديد مرحلته. تُجرى جراحة لاستئصال الورم الأولي بدون أي تمزق أو تفتت، مع الاقتراب من الجانب الأمامي. وفي حال عدم استئصال الورم بالكامل، يتم استخدام العلاج الكيميائي والعلاج الشعاعي كجزء من خطة المعالجة.