يُعتبر القرآن الكريم أسمى ذكرٍ عند الله تعالى، ولذلك يجدر بكل مسلم ومسلمة أن يُكثر من قراءة هذا الكتاب المبارك، والتأمل في آياته، والاجتهاد لفهم معانيه الغامضة واستثمار الفوائد العديدة التي يحتويها. إذا كان الشخص لا يُحفظ الكثير من القرآن، يُستحسن له أن يقضي أوقات الفراغ في قراءة ما يتيسر له من الآيات، أو أن يخصص وقتًا يومياً لقراءة المصحف. أما إذا كان قد حفظ بعض الأجزاء، فعليه أن يعمل على تكرارها واسترجاعها خلال يومه، وخاصة سورة الفاتحة، إذ إنه من المفضل تكرارها لفائدتها الكبيرة، فهي أعظم سورة في القرآن. فكل حرف منها يسجل كحسنة، والحسنة تُضاعف عشر مرات. كما يُستحب تكرار السور القصيرة ليلاً ونهارًا، ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل في الموسوعة.
محتويات
أسمى ذكر عند الله
قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه: قد يُفضل الفاضل على المفضول في بعض الحالات، حيث قد يُوجد ذكر أفضل من آخر، مثل قراءة القرآن التي تُعتبر أفضل الأذكار. لذلك إذا كان الشخص يقرأ القرآن وسمع أذان الصلاة، فإنه من الأفضل له أن يستجيب لنداء المؤذن ويذهب للصلاة. فالقرآن هو الأسمى من الأذكار، ولكن ينبغي أن يُؤخذ بعين الاعتبار موضع الذكر، إذ يمكن قراءة القرآن في أي وقت، بينما الصلاة لها أوقات محددة تعتمد على نداء المؤذن.
أنواع الذكر وفضائله
قال الشيخ ابن باز رحمة الله عليه: إن الأوراد الشرعية تعتبر من الأذكار والدعوات التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويفضل أداؤها في أوقات معينة من اليوم، مثل بعد صلاة الفجر وصلاة العصر. ويُعتبر ذلك أفضل من قراءة القرآن في تلك اللحظات، لأن العبادة تحتاج إلى تحديد زمن معين، بينما يُمكن قراءة القرآن في أي لحظة.
أفضل الذكر بعد القرآن الكريم
عند قراءة القرآن من المصحف، يُفضل البدء من البداية حتى النهاية، وبعد الانتهاء من القراءة، يمكن تكرار القراءه مرة أخرى بدءا بسورة الفاتحة. وبعد القرآن، يُعتبر ذكر “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير” من أفضل الأذكار. كما يُمكن قول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.” وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإيمان يتألف من ستين وثلاث شُعب، أو سبعين شعبة، وأن أفضل الأذكار هي قول “لا إله إلا الله.” ومن يقول هذه العبارة، فإن ذنوبه ستغفر بأعداد لا تُحصى حتى لو كانت كرغوة البحر. يُستحب ترديد هذه العبارة في الصباح والمساء، وبعد كل صلاة، بالإضافة إلى التسبيح وذكر “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركًا فيه.” إضافة إلى التكبير ثلاثاً بعد الصلاة، وإكمال المائة بقول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.” فتكرار هذه الأذكار يحمل بركة عظيمة ويعود بالنفع الكبير على الفرد وينقي النفس.
أفضل أنواع الذكر لله
تُعتبر قراءة سورة الناس وسورة الإخلاص والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم من الأعمال المستحبة في الإسلام، حيث توفر الحماية للإنسان من الشر وتجلب له الرزق والثواب. يُستحب قراءة سورة الناس ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وثلاث مرات بعد صلاة العشاء، مع تحديد النية في بداية القراءة. ونسأل الله تعالى أن يُوفق جميع المسلمين ويمنحهم الخير والبركة والهداية، وينفعهم بما يتعلمون في حياتهم.