محتويات
أمثلة على الصدقة الجارية للمتوفى
- يقول الله تعالى في سورة البقرة: “الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار، سرا وجهرا، لهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.”
- لقد حثنا الله سبحانه وتعالى على أهمية العطاء، وتُعتبر الصدقة التي تُعطى عن الميت من أنواع الصدقات النافعة.
- فقد روت عائشة رضي الله عنها قصة عن رجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن والدته التي انتحرت، مشيرًا إلى أنه لو كان بإمكانها الحديث لكانت تصدقت، واستفسر عن إمكانية تصدقه عنها فأجاب النبي بالإيجاب.
- كذلك، أخبر أبو هريرة رضي الله عنه عن رجل ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أن والده توفي وترك مالًا دون وصية، وسأل عما إذا كان تصدقه عنه سيكفر عنه، فرد النبي بنعم.
- وورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة توفيت والدته وهو غائب عنها، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: “يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، هل ينفعها إن تصدقت عنها؟” فأجابه النبي: “نعم”، فقال سعد: “أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها.”
- تشير الصدقة الجارية إلى الحفاظ على رأس المال والتصدق بالأرباح لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
- إن حفر الآبار وبناء المساجد والمستشفيات يعتبران من الأعمال التي يتواصل ثوابها لفترة طويلة، مما يستفيد منه المتوفى.
- في الصدقة الجارية، يُرمز إلى الأعمال الصالحة التي يقصد بها الفاعل أن يهدي ثوابها لشخص سواء كان حيًا أو متوفى، وبهذا يجني الفاعل والمستفيد الأجر والثواب.
- ليس الأجر لمرة واحدة فحسب، بل يستمر الحصول عليه مع كل استفادة من تلك الصدقة.
- يمكن لأبناء المتوفى أو أقاربه أو معارفه أو أصدقائه التصدق عنه بطرق مختلفة بعد وفاته.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سبعة تجري للعبد أجرها وهو في قبره بعد موته: من علم علمًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلة، أو بنى مسجدًا، أو ورث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته.”
أفكار للصدقة الجارية للمتوفى
وتتعدد أشكال الصدقة الجارية على الميت بما يلي:
- يمكن حفر الآبار وتدفق الأنهار والعيون لتوفير المياه للمنازل المحتاجة.
- إنشاء برادات المياه في الشوارع، وبخاصة في الأحياء التي يكثر فيها الفقراء والمحتاجين.
- سداد ديون المتوفى إن كان مديونًا عند وفاته.
- توزيع أجزاء من القرآن الكريم عن روح الميت، حيث ينبغي أن تُخلى من ذكر الاسم حتى لا يُنظر في الأمر إلى الرياء.
- توزيع المصاحف في المساجد لتعم فائدتها بين الناس، مما يحقق الثواب للميت.
- تتضمن الصدقات الجارية بناء المساجد ورعايتها ليكون لها أثر دائم على المسلمين.
- الاستغفار للميت بكثرة، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قد يرتفع للرجل درجاته في الجنة، فيسأل: كيف وصلت إلى هذا؟ فيقال: بسبب استغفار أبنائك لك.”
- زرع الأشجار، وخاصة النخيل، لتكون فائدة لجميع الكائنات الحية.
- يمكن للشخص الانخراط في الكثير من الأعمال الخيرية، مثل إنشاء المستشفيات والمدارس والمكتبات أو سداد الديون أو مساعدة الأيتام.
- تأسيس مراكز ومؤسسات لرعاية الفقراء والعجائز والمشردين.
- بناء المنازل ثم تأجيرها لصالح الفقراء والمحتاجين.
- استثمار الأموال لشراء الأدوية وتوزيعها في الصيدليات لصالح من يحتاجها.
أنواع أخرى من الصدقات الجارية بخلاف المال
هناك أشكال أخرى من الصدقات الجارية التي يمكن أن يستفيد منها المتوفى، ومنها:
- الدعاء بالرحمة والمغفرة للمتوفى، حيث يستفيد من ذلك في قبره وعند محاسبة خالقه، ويقول أبو هريرة: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء.”
- يمكن ختم القرآن الكريم وهدية ثوابه للمتوفى، سواء في المنزل أو عند قبره أو في المسجد.
- الصيام عن الميت وتخصيص أجره له.
- يمكن للمتوفى أن يترك صدقة لنفسه في حياته لتحصل عليه بعد وفاته، عن طريق جهاد في سبيل الله أو ربطه في الثغور، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان.”
- من الأمور المهمة نشر العلوم المفيدة بين الناس لتعليمهم دينهم وطرق اتباع الحلال والانصراف عن الحرام، ومن الفئات التي يستفيد الناس من علومهم علماء الفقه.
- توزيع محاضرات وأشرطة تعليمية من العلماء، التي تحتوي على العلوم النافعة التي قاموا بتسجيلها.
- يمكن للشخص الذي يؤدي مناسك الحج أو العمرة أن يُهدي ثوابها للميت حتى يصل إليه.
صدقة جارية عبر الإنترنت
يمكن استخدام الإنترنت في إنشاء صدقات جارية بطرق متعددة، منها:
- إنشاء مواقع إلكترونية تقدم معلومات مفيدة.
- نشر المعارف التي تفيد الناس على منصات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والأجهزة المتنقلة.
- توزيع مقاطع الفيديو والمنشورات التي تتضمن المعرفة النافعة التي ينتجها العلماء.
- إنشاء قناة فيديو إسلامية تهدف لنشر الدعوة إلى الإسلام وتوضيح الضوابط الشرعية.
أفكار بسيطة للصدقات الجارية
إليك مجموعة من الأفكار البسيطة التي يمكن تنفيذها كصدقة جارية تصل ثوابها للميت:
- المشاركة في مشاريع صغيرة تهدف لمساعدة الفقراء.
- بناء قبور للفقراء.
- العمل في إنشاء مساكن لطلبة العلم.
- التبرع بشاحنات إسعاف وأجهزة للمستشفيات وكراسي متحركة.
- يمكن لطلاب العلم التبرع بآلات تصوير للمواد الدراسية.
- تمهيد الطرقات وتزويدها بمصابيح في المناطق المظلمة، إضافة لتوزيع لوحات إرشادية.
- شراء أدوات تنظيف المساجد وتوزيعها عليها.
- توفير الحماية للمارة في الشوارع من أشعة الشمس عن طريق تركيب مظلات.
- إنشاء حواضى صغيرة لتوفير الماء للطيور والحيوانات.
- شراء الأغنام والأبقار وتقديمها للأسر الفقيرة، حيث يُذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه: “ألا يعطي رجل أسرته ناقة ذات حظ؟.”
- شراء ماكينات خياطة وتقديمها كهدية للنساء الفقيرات للعمل عليها.
- إهداء الأراضي للفقراء للتمكن من زراعتها أو بناء منازل عليهم.
- المساهمة في ترميم البيوت المتصدعة للفقراء.
- إنشاء مطاعم تقدم الطعام مجانًا للفقراء.
- إنشاء مؤسسات تساعد الشباب على تحمل نفقات الزواج.
- توزيع أدوات تجعل من الممكن للفقراء البحث عن مصادر دخل، مثل العربات اليدوية والطرود.
هل يعد الكفن صدقة جارية؟
- نتلقى تساؤلات عدة حول إمكانية التصدق بالكفن ومدى اعتباره من الصدقات الجارية.
- يؤكد العلماء أن التبرع بالكفن يعد صدقة جارية ومستحب، وقد يُعتبر واجبًا في بعض الحالات.
- إذا كان الكفن مخصصًا لميت فقير، يُعتبر صدقة، أما إذا كان مخصصًا لميتين أغنياء، يعتبر هدية أو هبة.
أهمية الصدقة الجارية
تتمتع الصدقة الجارية بفوائد عديدة للمتصدق والمتصدق عليه، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- تظل ثواب الصدقة الجارية يصل إلى المتوفى طالما أن الناس ينفعون منها.
- تساهم هذه الصدقة في مغفرة الله عز وجل لذنوب ومعاصي المتوفى وتخفيف غضبه.
- تحمي المتصدق والمتصدق عليه من عذاب يوم القيامة.
- إنها سبب لدخول الجنة وحماية المسلمين من غضب الله وعذابه.
- تساعد في تهدئة قلب المتصدق وتسهيل رزقه.
- تعتبر صدقة واحدة من الأسباب التي تزيد رضا الله تعالى عن المتصدق والمتصدق عليه.
- تعزز الأعمال الصالحة من تقرب الإنسان إلى الله عز وجل.