في هذا المقال، سنستعرض أنواع الجرب، حيث تُعتبر الأمراض الجلدية من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الأفراد في مختلف الأعمار والجنسيات. تتمثل هذه الأمراض في حالات مرضية تؤثر على جلد الإنسان الخارجي، وتتميز بتباينها في الشدة والأعراض المرتبطة بها. ينتمي بعضها إلى فئة الأمراض المعدية في حين أن البعض الآخر لا يُسبب انتقال العدوى. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون بعض الأمراض الجلدية مزمنة وتستمر مدى الحياة، بينما توجد حالات موسمية مثل الجرب، الذي قد يزداد انتشاره في فصل الصيف. لذلك من الضروري استشارة الطبيب عند ظهور أي عرض جلدي غير طبيعي يدوم لفترة طويلة. سيتناول هذا المقال تفاصيل حول الجرب وأسبابه وأنواعه وطرق علاجه.
محتويات
أنواع الجرب
الجرب هو مرض جلدي مُعدٍ يُعرف أيضًا باسم القارمة الجربية أو سوس الحكة، وينتج عن الإصابة بسوس يتغلغل في مناطق معينة من الجلد، مما يؤدي إلى شعور المصاب بحكة شديدة، وبالأخص في فترة الليل. تعتبر المناطق الأكثر تعرضًا للجرب هي الإبط، ومنطقة ما بين الفخذين، وجوانب الأصابع، والأعضاء التناسلية، وغيرها من أجزاء الجسم.
يسبب سوس الحكة أو القارمة الجربية ثلاثة أنواع رئيسية من الجرب، وهي:
- الجرب النمطي: يُعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا، حيث يؤثر بشكل خاص على المعصمين واليدين، مُسببًا ظهور حكة وطفح جلدي في المنطقة المصابة.
- الجرب العقدي: يؤثر هذا النوع على الفخذين أو الإبط أو الأعضاء التناسلية، وقد يؤدي إلى تطور أعراض الجرب، حيث يمكن أن تظهر تجمعات أو نتوءات مرتفعة على الجلد.
- الجرب النرويجي: يُعرف أيضًا باسم الجرب المقشر، ويعتبر من أكثر الأنواع شيوعًا، وهو يصيب بشكل رئيسي الأفراد الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل مرضى الإيدز. يُميز هذا النوع بظهور قشور رمادية سميكة يمكن أن تتساقط بمجرد لمسها، وسنتناول مزيدًا من الأعراض المرتبطة بهذا المرض في الفقرات التالية.
أسباب الجرب
- كما ذُكِر سابقًا، فإن الإصابة بالجرب تنتج عن عدوى بسوس الحكة أو القارمة الجربية.
- تستخدم إناث السوس أرجلها الثمانية لحفر جحر تحت الجلد لوضع البيض، وبعد فقس البيض، تخرج اليرقات إلى سطح الجلد وتنضج في المنطقة المصابة، ثم تنتقل إلى مناطق أخرى أو إلى أفراد آخرين.
- تنتقل عدوى الجرب عبر الاتصال الجسدي المباشر، بما في ذلك الاتصال الجنسي، أو من خلال تبادل الأغراض الشخصية وملابس المصاب، فضلاً عن الفراش الذي ينام عليه.
- يعيش سوس الحكة في جسم الإنسان لمدة تصل إلى 36 ساعة، ولا يستطيع الانتقال عن طريق القفز أو الطيران، بل يتحرك عبر الزحف، مما يستلزم وجود درجة حرارة تزيد عن 30 درجة مئوية.
- الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجرب هم: كبار السن، المرضى الذين يقيمون في المستشفيات، العاملين في المرافق الصحية، والأمهات والأطفال، والمرضى الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
حشرة الجرب
- سوس الحكة، أو سوس القارمة الجربية، هو كائن طفيلي صغير جدًا لا يُمكن رؤيته إلا تحت المجهر.
- يحمل هذا الطفيلي الاسم العلمي Sarcoptes scabiei var.
- عادة، لا يمكن لهذا السوس البقاء على قيد الحياة خارج جلد الإنسان لأكثر من 3 أيام.
أعراض الجرب في بدايته
تظهر أعراض الجرب بعد حوالي شهر ونصف من الإصابة. في حال كان المصاب قد تعرض للجرب مسبقًا، قد تكون الأعراض أكثر حدة وظهورًا. تُعتبر الأعراض الرئيسية للجرب كما يلي:
- يمكن أن تتسبب الحكة الشديدة في تفاقم الوضع في الليل.
- يظهر طفح جلدي غير منتظم.
- تظهر تقرحات على سطح الجلد.
- تتكون علامات تشبه خطوط القلم الرصاص على البشرة.
- تظهر علامات الإصابة بالجرب لدى البالغين والأطفال في أي منطقة من الجسم، لكنها تكثر في مناطق مثل: باطن القدم، وبين الأصابع، باطن الرسغ، الركبتين، الأرداف، وحول الثدي والجهاز التناسلي.
- يمكن أن تظهر الأعراض لدى الرضع والأطفال في مناطق مثل: باطن القدم، كف اليد، وفروة الرأس.
مضاعفات الجرب
تتضمن المضاعفات الصحية المحتملة الناتجة عن الجرب:
- تشققات جلدية ناتجة عن الحكة الشديدة، وقد تؤدي إلى القوباء، وهي عدوى بكتيرية ثانوية تنتج عن الإصابة بالبكتيريا العنقودية أو المكورات.
- يُعتبر الجرب القشري من أخطر المضاعفات، ومن أكثر الفئات المعرضة للإصابة به هم كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة تؤدي إلى تضعف المناعة.
- صعوبة تشخيص الجرب القشري تجعل من علاجه أمرًا معقدًا، إضافةً إلى سرعة انتشاره وتأثيره على مساحات واسعة من الجسم.
- تشير الأبحاث إلى تكوّن ملايين من حشرات العث في المصابين بالجرب القشري، مقارنةً بـ 15 حشرة كحد أقصى في حالة الجرب العادي.
هل مرض الجرب خطير؟
- يثير مرض الجرب مخاوف متعددة لدى الكثيرين بشأن حساسية وضعهم الصحي.
- يعتبر الجرب خطيرًا إذا لم يتم إدارة الحكة بشكل جيد، حيث قد يؤدي الحك غير المقصود إلى نقل الحشرات إلى مناطق أخرى، مما يؤدي لتدهور الحالة الصحية للمصاب.
- قد تؤدي الحكة الشديدة في حال تفاقمها إلى تعفن الدم، وهو وضع صحي حرِج يتطلب تدخلاً فورياً.
تشخيص الجرب
- يتم تشخيص الجرب بناءً على السجلات السريرية للأعراض التي يذكرها المريض، حيث يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري للبحث عن علامات وجود حشرات العث، بما في ذلك الحفرة الناتجة عن أنثى السوس.
- يلزم أخذ عينة من المنطقة المتأثرة لتحليلها تحت المجهر، مما يساعد في تحديد وجود السوس أو بيوضه.
علاج الجرب نهائيًا
- في حال تأكد الطبيب من إصابة الفرد بالجرب، يُعطى العلاج الملائم الذي يهدف إلى القضاء على الطفيليات المسؤولة.
- تتوفر الأدوية في شكل كريمات ومراهم مخصصة، يُنصح بوضعها على الجسم بالكامل مع تركها لفترة تصل إلى 10 ساعات.
- إذا تكررت أعراض الجرب، يمكن تكرار العلاج.
- يُنصح بعلاج جميع أفراد الأسرة المتواجدين مع المصاب، نظرًا لأن العدوى سريعة الانتشار.
- تتضمن العلاجات المتاحة:
- كريم البيرمثرين: فعال ضد العث وبيضه، ويُمكن استخدامه بأمان من قبل الجميع بمن فيهم الأطفال والحوامل.
- كريم ومرهم كروتاميتون: يُستخدم مرة واحدة يوميًا لمدة يومين، وهو آمن للجميع.
- دواء إيفرمكتين: يُستخدم لعلاج الجرب النرويجي أو المقشر، ويُعطى للمرضى الذين لم تنجح معهم العلاجات الموضعية، مع ضرورة تجنبه للحوامل والمرضعات والأطفال الأقل وزناً من 15 كيلوغرام.
- على الرغم من فاعلية العلاجات في قتل العث، قد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تختفي الحكة.
- يوصى بالاستحمام لمدة 3 أيام بالماء الدافئ والصابون واستخدام ليفة خشنة، ثم استعمال مستحضر بنزيل البنزوات أو مرهم الكبريت لتدليك الجسم.
- يمكن أن تزداد حدة الأعراض في الأيام الأولى من العلاج، ولكن يُتوقع تحسن تدريجي خلال أربعة أسابيع.
- إذا استمرت الأعراض بعد هذه المدة، يجب مراجعة الطبيب لتكرار العلاج أو البحث عن خيارات علاجية بديلة.
الوقاية من الجرب
للحد من خطر الإصابة بالجرب، يُنصح باتباع الإجراءات التالية:
- تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.
- في حال إصابة فرد من أفراد الأسرة بالجرب، ينبغي معالجة الجميع بنفس الطريقة، حتى في غياب الأعراض.
- غسل ملابس المصاب بشكل منفصل عن الملابس الأخرى.
- تجنب استخدام الأغراض الشخصية الخاصة بالمصاب.
- يجب غسل الملابس وأغطية الأسرة بالماء الساخن وبدرجات حرارة عالية عند التجفيف.
- تهوية المنزل وفتح النوافذ للسماح بدخول الهواء وتجديده.
- استخدام المطهرات لتنظيف المنزل بالكامل.
- الحرص على عدم التوجه إلى المناطق المزدحمة.
ختمنا مقالنا بطرح تفصيل شامل حول أنواع الجرب وأسبابها وأعراضها ومضاعفاتها، إلى جانب طرق العلاج والوقاية. ندعوكم لمتابعة المزيد من المقالات المتاحة في الموسوعة العربية الشاملة.