يعتبر الوسواس القهري من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تتسم بمشاعر القلق والتوتر الشديد، بالإضافة إلى الحاجة المفرطة للتحكم بالأفكار والأفعال. هذا الاضطراب قد يؤدي إلى تكرار غير منطقي للأفعال أو الأفكار، مما يصعب على الشخص المصاب السيطرة على هذه السلوكيات. العديد من الأشخاص يعانون من الوسواس القهري دون أن يتعرفوا عليه، لذا يقدم موقع الموسوعة هذه المقالة الشاملة حول أنواع الوسواس القهري وطرق التحكم والعلاج.
محتويات
أنواع الوسواس القهري:
- تنقسم حالات الوسواس القهري إلى نوعين: أولها حالات بسيطة يسهل التعامل معها وعلاجها بشكل سريع، حيث يكون المريض مدركًا لمرضه. أما النوع الآخر فهو الأكثر خطورة، حيث قد يكون الشخص غير مدرك لحالته وتسيطر عليه الأفكار بشكل لا إرادي، مما يسبب له ولمن حوله أضراراً.
أولاً: وسواس النظافة:
- يعاني الأشخاص المصابون بهذا النمط من الوسواس من رغبة ملحة في النظافة، سواء كانوا في منازلهم أو في زيارة للأصدقاء أو الأقارب. يقومون بتنظيف المكان بشكل متكرر حتى وإن كان نظيفاً بالفعل. تتحكم هذه الأفكار فيهم لدرجة تجعلهم يتجاهلون محيطهم، ويستمرون في تكرار تنظيف أيديهم بعد لمس أي شيء.
ثانياً: وسواس الفحص الأمني:
- يتضمن هذا النوع من الوسواس قيام الشخص بفحص جميع الأجهزة في منزله، بما في ذلك الأبواب والنوافذ بعد التأكد من إغلاقها، ويستمر في التحقق حتى بعد أن يكون قد قام بذلك بالفعل.
ثالثاً: وسواس تنظيم الأشياء:
- يشعر الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب بالحاجة إلى ترتيب الأشياء بطريقة محددة، ويقوم بإعادة ترتيبها مرارًا دون سبب واضح. حتى حركة بسيطة لعناصر معينة تستدعي إعادة الترتيب، مثل تنظيم الأحذية بطريقة متسقة أو توجيه الأقلام بشكل متوازي.
رابعاً: وسواس السرقة:
- في هذه الحالة، يقوم الشخص بالسرقة بشكل متكرر، سواء أكان الشيء الذي يسرقه ضرورياً أم لا، ويواجه صعوبة في السيطرة على هذا السلوك.
خامساً: وسواس الحرائق:
- يسعى الشخص المصاب في هذه الحالة إلى إشعال النار، مما يعرضه والآخرين للخطر، ورغم شعوره بالندم بعد الفعل، إلا أنه يعيد ارتكابه مرارًا.
سادساً: وسواس الوزن:
- يمكن أن يعتري الشخص المصاب بأفكار سلبية تتعلق بمظهره ووزنه، مما قد يجعله يتعرض لقيود غذائية خطيرة ويؤدي إلى مشكلات صحية.
سابعاً: وسواس المظهر الخارجي والعمر:
- في هذه الحالة، يصبح الشخص مهووسًا بالعمليات التجميلية بهدف تحسين مظهره وإخفاء علامات الشيخوخة، ويعاني من كسوف داخلي خوفًا من التقدم في العمر.
ثامناً: وسواس التشكيك:
- يعاني المصاب في هذا النوع من الشكوك الدائمة، حيث يقوم بتكرار الصلاة عدة مرات مشككًا في عدّ الركعات أو تركيزه.
قد يظهر الوسواس القهري أيضًا على شكل خيالات مزعجة، مثل تخيل إصابة أحد الأصدقاء بجروح أو تعرض أحد أفراد الأسرة لمكروه. في بعض الأحيان، تتشكل أفكار غير مقبولة تمامًا، مثل تخيلات جنسية مؤذية، والتي تغزو عقل الشخص دون إرادته.
بالإضافة إلى ذلك، يُعبر عن الوسواس الديني من خلال تخيل المريض أشياء غير منطقية تتعلق بالله، مما يؤدي إلى تردد أسئلة حول الغيبيات ووجود الله، مما قد يجعل الشخص يشعر بالخوف من الكفر أو العقاب بسبب هذه الأفكار.
ما هي الخطوات الأولية لعلاج الوسواس القهري؟
- للتحكم في هذا المرض، يجب على المريض أولاً الاعتراف به والتصالح مع الفكرة. يُنصح بزيارة طبيب متخصص واتباع التوجيهات بدقة، حيث يتضمن العلاج الجوانب النفسية والدوائية، حيث يُمكن البدء بمضادات الاكتئاب التي يصفها الطبيب.
- توجد أيضًا خيارات أخرى، مثل إدخال المريض إلى مصحة نفسية لمتابعة العلاج تحت إشراف طبي لفترة محددة.
في النهاية، ينبغي على المريض العمل على مقاومة هذه الأفكار غير المنطقية، والسعي للسيطرة عليها، كما يُفضل الانخراط في أنشطة تلهي الذهن وتشغله معظم الوقت.