محتويات
أهداف الدعوة
يُرسل الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء لهداية الأمة إلى الإسلام وعبادته والإيمان به. يقوم النبي بالدعوة إلى الله ويهدي الأمة إلى الطريق الصحيح، مع توضيح الدين ومناقشة جزاء الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة. وتتنوع أهداف الدعوة لتشمل عدة غايات، كما يلي:
دعوة غير المسلمين إلى الإسلام
يمكن دعوتهم للاعتناق الدين الإسلامي من خلال نشر الدعوة وتعريفهم بما أنزله الله على المسلمين من تعاليم.
- كما قام النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة عائلته وأصحابه وقومه، ونشر الإسلام في شتى أنحاء الأرض، ودعا الناس إلى التوحيد. وقد تواصل مع الأمراء والملوك، حيث أرسل رسائل إلى القيصر والكسرى وملك القبط وملوك عمان والبحرين وغيرهم من الملوك.
- تساهم دعوة غير المسلمين في تصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالإسلام، وتعريفهم بالمعتقدات الصحيحة التي يروج لها الدين.
- بالإضافة إلى إبراز محاسن الإسلام، حيث يمكن أن يسهم انتشاره في التقدم والازدهار، وفقاً لتوفيق الله سبحانه وتعالى، وينشر الحب والمودة، ويدل الناس على الطريق الصحيح.
دعوة المسلمين إلى الخير
تهدف هذه الدعوة إلى حث المسلمين على العودة إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت مبادئ الإسلام والقيم رائجة.
- يدعو المسلمون إلى الخير وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بدينهم، والابتعاد عن التحريف والبدع، وتساعدهم على الثبات على الدين وعدم الانجرار وراء تلك الممارسات.
- ظهرت العديد من البدع التي لا تمت للإسلام بصلة، لذا من الضروري دعوة المسلمين للابتعاد عن السلوكيات الضالة مثل:
- ما يُعرف بضرب الودع، والطيرة، والعيافة.
- التخلص من الطرق وترك الطيور وقراءة الكف وفتح الكتاب والمصحف.
- كتابة الأحجبة والتمائم، والتحويطات، بزعم الإخبار بالغيب.
- زعْم أن الصلاة تُرفع عن الإنسان حين يصل إيمانه لمستوى معين.
- حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الابتداعات، وأوصى المؤمنين بتجنبها. حيث قال: “إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت”.
- قال ابن مسعود رضي الله عنه إن النبي نهى عن شراء الكلب، ودفع مهر البغي، وتقديم الهدايا للكاهن.
- وقال صلى الله عليه وسلم: “من استشار عرافًا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد”.
- ويقول الله سبحانه وتعالى: “لولا أن ينفر طائفة من كل فرقة منهم ليتفقهوا في الدين ويحذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لعلهم يتقون”.
- قال تعالى إن من يبتعد عن الإيمان وطاعة الله سيتعرض للخسارة في الدنيا والآخرة، كما جاء في كتابه الكريم: “وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.
تعريف الناس بالله سبحانه وتعالى
يتحدث الدعاة والشيوخ والأئمة إلى جميع الناس عن الله سبحانه وتعالى، الخالق لكل شيء في هذا الكون، الذي أنشأه بكل تفاصيله. وهذا ما قام به الأنبياء والرسل.
- قال الله سبحانه وتعالى: “وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون”.
- يجب على جميع البشر أن يدركوا أن الله هو خالق الإنسان وجميع الكائنات الحية.
- يساعد الدعاة في تحقيق حق العبد تجاه ربه من خلال العبادة والطاعة، مع الالتزام بكل الأوامر الإلهية والابتعاد عن ما نُهى عنه.
- ويجب عليهم تعريف الناس بما ينتظرهم من جزاء في الجنة مقابل طاعتهم، كما قال الله: “ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم”.
- العقاب المهيأ للكافرين والظالمين يوضح أن من يعصي الله ورسوله ويتجاوز حدوده سيندم ويعاني في الآخرة.
- يشمل تعريف الناس أوامر الله الشرعية التي أنزلها على الرسل، وهي تشمل كل ما يتعلق بالحياة الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: “الله هو الحي القيوم، لا إله إلا هو، نزل الكتاب عليك بالحق لتصديق ما قبله وأنزل التوراة والإنجيل، كدليل وهداية للناس، وأنزل الفرقان، إن الذين يكفرون بآيات الله لهم عذاب شديد، والله عزيز ذو انتقام”.
تحقيق التعارف بين الشعوب والقبائل المختلفة
تعزز الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى الوحدة بين الأمم والقبائل من خلال توحيد الأديان والإيمان برب واحد ومعتقدات مشتركة.
- حث الإسلام على التعاون والتعايش بين الناس برحمة، وعندما تطيع جميع الشعوب أوامر الله، سيساعد ذلك على العيش بسلام بعيدًا عن الصراعات.
- هذا يؤدي إلى نشر الحب والمودة، ويعم السلام في جميع أرجاء الأرض، وتختفي بذلك الأسباب التي تؤدي إلى الفرقة والخلافات.
ما هي مراحل الدعوة النبوية
مرّت دعوة النبي للمسلمين بمرحلتين رئيسيتين: مرحلة الدعوة السرية ومرحلة الدعوة الجهرية. خلال هاتين المرحلتين، واجه الرسول صلى الله عليه وسلم تحديات وصعوبات كبيرة في نشر الإسلام وإرشاد الناس لعبادة الله الواحد والابتعاد عن عبادة الأوثان.
الدعوة السرية
تُعتبر هذه المرحلة من الدعوة النبوية أساسية، حيث استمرت لمدة ثلاث سنوات، وبدأت مع نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم أثناء عبادته في غار حراء بمكة المكرمة.
- نزل جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأحضره آيات من سورة العلق، ليكشف له عن عظمة الله سبحانه وتعالى أنه خلق الكون، وفي تلك اللحظة أدرك النبي مسؤوليته بنشر رسالة التوحيد للبشرية.
- أمر الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم بنشر الدعوة بعد ستة أشهر من نزول جبريل، فبدأ بدعوة أهل بيته ثم الأقربين، ليصل عدد المؤمنين برسالته إلى أربعين شخصًا، من بينهم خديجة بنت خويلد، وزيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعدد من الصحابة.
- كان مكان تجمع المسلمين خلال هذه المرحلة في دار الأرقم، حيث كانت تُقام الاجتماعات لتعليم الدين وتعريفهم بأوامر الله سبحانه وتعالى وما نهى عنه.
- عند علم قريش بوجود المسلمين ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم، بدأت بمضايقة المسلمين، فنصح النبي لأصحابه بالتوجه إلى دار الأرقم الواقعة على جبل الصفا.
- تولت دعوة النبي الحكمة والتأني في نشر الإسلام، حيث عُرف بأسلوبه التدريجي في دعوة الناس، وسار المسلمون على نفس المبدأ.
الدعوة الجهرية
بعد انتهاء مرحلة الدعوة السرية، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم ينشر الدعوة بصوت عالٍ للجميع، وذلك بعد نزول الأمر من الله سبحانه وتعالى.
- قال الله تعالى: “وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ”، وبدأ النبي في إبلاغ قومه، لكنهم عارضوه ورفضوا الإيمان بالله تعالى وكذبوا عليه.
- تعرض النبي والمسلمون لأذى كبير من قريش، حيث دافع المسلمون عن النبي وحموه من أذى قريش الذي كان يتعرضون له، وكانت قريش تسعى لاغتياله، وكان أبو بكر الصديق يقول لهم: “أتريدون قتل رجلاً لأنه يقول ربي الله؟”.
- تعرض النبي لأذى من عمه وزوجته، فأنزل الله سورة المسد ليتوعد أبو لهب، حيث قال تعالى: “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وتَبَّ”.
- تعرض الصحابة لأقسى أنواع التعذيب، وهاجروا إلى المدينة المنورة تاركين كل شيء في سبيل نصرة الإسلام.
- بعدما أذن الله لهم، بدأ النبي والصحابة في الفتوحات والانتصارات، ونشروا الإسلام في كل بقعة.
أسئلة شائعة
