من الدروس التي رسخت في أذهاننا منذ نعومة أظافرنا، أن القراءة تُعتبر وقود الروح، وأيضًا هي الوسيلة المثلى لاكتساب المعرفة والعلوم المختلفة. بالإضافة إلى كونها القناة الأساسية لنقل المعارف والثقافات المتنوعة. فإذا أردنا التعرف على شعب ما، تُعتبر القراءة عنهم من أفضل الطرق لفهم أبعاد حضارتهم وطريقة حياتهم. ومن المهم أن ندرك أن القراءة تُساهم في توسيع آفاق الإنسان وزيادة وعيه، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تطوره الذاتي. من هنا، فإن البحث عن أسس أي دولة متقدمة يقودنا إلى اكتشاف أنها كانت في البداية تشجع على القراءة وتبادل المعرفة. وتُعد المتعة التي تقدمها القراءة واحدة من أبرز ميزاتها، خاصةً للأفراد أو الدول التي تسعى إلى تحسين نوعية حياتها وتحقيق أهدافها وطموحاتها. تأتي أهمية القراءة كنتيجة رئيسية للحصول على المعرفة بشمولية، حيث يمكن لكتاب واحد أن يقدّم تجارب أكبر من تلك التي قد يستغرق الكاتب سنوات في جمعها. لذا، تُعتبر القراءة من أولويات الإنسان، مما يستوجب إدراجها ضمن أنشطته اليومية.
إضافةً إلى ذلك، حاملًا فوائد عديدة، فإن القراءة تساهم في زيادة مستوى المعرفة، وتعزز من قدرة الإنسان على التحليل وربط العلاقات بشكل أفضل. علاوةً على ذلك، تسهم القراءة المكثفة في تطوير المهارات التحليلية، مثل القدرة على فهم الأمور بسرعة، والمشاركة في المناقشات والحوار بفعالية، ما يساهم في تشكيل شخصية الفرد بطريقة إيجابية.
محتويات
القراءة ودورها في الدين الإسلامي
حتى الدين الإسلامي يولي أهمية بالغة للقراءة، حيث كانت الرسالة الأولى التي نزلت على النبي محمد تدعو للقراءة. فالقراءة تُعدّ عاملاً حيويًا في الإسلام، فهي الكفيلة بتعلم علوم الدين وفهم القرآن، الذي كُتب بلغة الضاد. من يمتلك شغف القراءة يتمكن من الفهم والتحليل ويُسهم في التطور الفكري. القراءة تمثل وسيلة للتواصل مع ثقافات وأديان أخرى، مما يعزز الانفتاح والتفاهم على مستوى عالمي. وقد أسهمت القراءة بشكل رئيسي في تقدم الأمة الإسلامية على مدى أكثر من ثلاثة عشر قرنًا، في حين ساهمت الأمية وعدم القراءة في تراجعها في القرن الماضي. لذلك، ينبغي على الدول الإسلامية الاهتمام بتعزيز ثقافة القراءة لإعادة بناء الحضارة الإسلامية وتقدمها.
أقوال حول القراءة
نظرًا لدور القراءة المحوري في بناء الأمم وتطوير المجتمعات، اهتم المثقفون والعلماء عبر العصور بتشجيع القراءة وتركوا لنا عبارات تحفيزية حول قيمتها.
- الكتاب مُعلم صامت. {أولوس جليوس}
- لا أبالغ إذا قلت إن الكتب منحتني السعادة. {تركي الغامدي}
- أحيانًا، تكون قراءة بعض الكتب أقوى من أي معركة. {هنري والاس}
- تتجلى قمة الكمال في الكتب في الوضوح والإيجاز. {بطلر}
- القراءة من القيم التي يمكن اكتسابها لنستمتع بها ونتعلم منها. {تركي الغامدي}
- ينبغي قراءة ما ينفع، لكن الأهم هو أن تنتفع بما تقرأ. {عباس العقاد}
- يمثل الكتاب مصدر الحركة الأدبية وعلامة النشاط الفكري في كل عصر. {عبد الله كنون}
- تعتبر القراءة من الأسس التي يستند عليها التفكير والتعبير. {طه حسين}
- الكتاب يبقى مع كل زمان، وقد يفنى الحكيم وتبقى كتبه. {الجاحظ}
- المكتبة هي الذاكرة المستمرة لفكر الإنسان. {شوبنهاور}
- تمد القراءة عقولنا بالمعرفة، لكن الفكر هو ما يملك ما قرأناه. {جون لوك}
- لا أستطيع تحمل فكرة ترك مكتبتي الخاصة. {شوبنهاور}
- القراءة هي المتعة الوحيدة التي تظل حقيقية. {ترولوب}
- عندما نجمع الكتب، نجمع السعادة. {فنست ستاريت}
- البحث والكتابة هو ما يصل بنا إلى أعلى مستويات القراءة.
- سئل أرسطو عن تقييم الإنسان، فأجاب عدد الكتب التي قرأها.
- القارئ الجيد يتحدى ما يقرأ ويتساءل عما يحاول الكاتب تقديمه. {عبد الكريم بكار}
- الشخص الذي سيقود الجنس البشري هم من يجيد قراءة فولتير.
- القراءة عبادة، ووسيلة لامتلاك البصيرة وتوسيع المدارك.
- الكتب نوافذ لعالم الخيال، فالمنزل بلا كتب كالغرفة بلا نوافذ. {بيتشر}
فوائد القراءة
تُعتبر القراءة واحدة من أهم المهارات التي يُمكن للإنسان تعلمها، حيث تعكس نجاحًًا ومتعةً لكل فرد يستمر في ممارستها، وعليه تلعب القراءة دورًا أساسيًا في حياة الفرد الشخصية والعلمية والعملية، وتفتح أمامه جميع الأبواب للمعرفة، ولها فوائد عديدة:
- القراءة تُعتبر أداة قيمة لتعلم لغات جديدة، ولفهم ثقافات وعادات مختلفة، مما يُعزز من التبادل الثقافي.
- تعزّز القراءة مهارات الكتابة، حيث تزوّد الفرد بمخزون لغوي غني يُساعده في التعبير عن نفسه.
- تُساعد القراءة على اكتساب مهارات التعلم الذاتي، التي تُعتبر ضرورية في عصر المعلومات.
- تنمي القراءة شخصية الفرد، وتُعزز من قدرته على المناقشة والحوار في شتى المجالات.
- في المجال التعليمي، تُعتبر القراءة عاملًا رئيسيًا في تطوير علاقة التلميذ بالكتاب، مما يُساهم في اكتساب الخبرات المطلوبة في مرحلة مبكرة.
- تُوفر القراءة استثمارًا ذكيًا للوقت، حيث يُحاسب الفرد على وقته في الآخِرة.
- تعمل القراءة على توسيع المدارك وزيادة القدرات عبر الانتقال بين مختلف الموضوعات والمعارف.
خلاصة حول القراءة
تعتبر القراءة مفتاحًا للمعرفة ووسيلة للرقي. لا توجد أمة تُشجع على القراءة إلا وقد تمكنت من الحفاظ على مكانتها. الشواهد واضحة من تفوق ثقافات مثل الثقافات البوذية في اليابان والتقدم الملحوظ في المجتمعات الغربية، بينما شهدت الأمة الإسلامية تراجعًا رغم أن رسالتها بدأت بقوله تعالى “اقرأ”. كما قال الخليفة المأمون، فإن القراءة نشاط يُثري العقول. إن تجربة القراءة ممتعة لا يُضاهيها شيء، ولها سحر خاص لا يشعر به إلا من خاض غمارها. لذا، نوجه دعوة لجميع المسلمين لتعزيز ثقافة القراءة من أجل تطوير الأمة وإعادة أمجادها.