في هذا المقال، سنستعرض أبرز أسرار سورة يس، وهي السورة رقم 36 في القرآن الكريم، تتكون من 83 آية ويعود نزولها إلى مكة المكرمة. تُسمى هذه السورة باسم “يس” لأنها تفتتح بحرفي “يس”، وهذه التسمية مستمدة من اجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم. تحتوي السورة على أدلة وبراهين قوية لدعم الإيمان بالبعث والنشور، والتأكيد على وحدانية الله تعالى، علاوةً على سرد قصة أهل القرية. سنلقي الضوء اليوم على أهم أسرار سورة يس.
محتويات
أبرز أسرار سورة يس
سبب نزول الآيات
- تأكيد حقيقة البعث والنشور كما ورد في قوله تعالى: “إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم، وكل شيء أحصيناه في إمام مبين” (الآية 12 من سورة يس).
- روى العلماء أن أبا بن خلف قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحمل عظمة جافة، فسأله النبي: “هل تعتقد أن الله يحيي هذا العظم بعدما أصبح رميًا؟” فأجابه: “نعم، سيبعث الله هذا العظم ثم يميتني، ثم يحييني، ثم يدخِلني النار”.
استجابةً لذلك، أنزل الله تعالى قوله: “ألم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين، وضرب لنا مثلا ونسي خلقه، قال: من يحيي العظام وهي رميم؟ قل: يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم. الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا، فإذا أنتم منه توقدون. أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم؟ بلى، وهو الخالق العليم، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون.
- تتطرق قصة أهل القرية إلى الرسل الذين أُرسلوا إليها، وهناك اختلاف في الآراء بين العلماء حول اسم تلك القرية.
رأي الطبري هو أن الله يتحدث عن قرية أنطاكية في تلك الآيات، وقد اتفق كل من قتادة والقرطبي على هذا المؤشر، ويُقال إن فرعون كان يعيش فيها، والرُسل الذين أرسلهم الله هم: صادق وصدوق وشلوم.
أهم الأسرار في سورة يس
- سورة يس تُعدّ من العوامل المهدئة للنفس وتصفية الذهن، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة يس ليلة ابتغاء وجه الله غُفِر له في تلك الليلة”.
- تُلقب سورة يس بقلب القرآن، حيث ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام: “إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس”.
- وفقًا لأحاديث النبي، يُقال: “لا يموت أحد وعنده يس إلا هون الله عليه”، مما يعني أن سورة يس تخفف عن المحتضرين خلال سكرات الموت.
فضل سورة يس
يعتقد بعض الناس أن قراءة سورة يس تسهم في تحقيق الطلبات، على الرغم من عدم وجود حديث صحيح يؤكد ذلك في السنة. ومع ذلك، يُعتبر قراءة آيات القرآن عامة وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”.
كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ حرفًا من كتاب الله يحصل على حسنة، والحسنة تضاعف بعشر أمثالها”.
وفي ختام حديثنا اليوم، ندعو الله أن يريح قلوبنا ويرحمنا برحمته الواسعة، وأن يغفر لنا جميع ذنوبنا.