في هذا المقال، نستعرض معكم أبرز إنجازات الرحالة ابن بطوطة، أحد أعظم الرحالة في التاريخ وأكثرهم شهرة، حيث قام بعدد من المغامرات والرحلات التي حكيت في العديد من الكتب التاريخية التي وثقت إنجازاته المميزة. سنتعرف في هذه السطور على حياة هذا الرحالة الرائع وأهم ما حققه من إنجازات.
محتويات
من هو ابن بطوطة؟
يعتبر ابن بطوطة شخصية بارزة في التاريخ، واسمه الحقيقي هو محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي. اشتهر بلقب “أمير الرحالة” نظرًا لتجواله المستمر، وقام بالعديد من الرحلات والمغامرات التي سنستعرضها معًا.
نشأة ابن بطوطة:
وُلِد ابن بطوطة في الرابع والعشرين من فبراير عام 1304 ميلادي، في مدينة طنجة، حيث تنتمي لعائلة علمية متعددة المجالات، وخصوصًا في مجال القضاء الإسلامي، وقد عاش في عصر الدولة المرينية. يعود أصله إلى الأمازيغ، وتلقى تعليمه في المدرسة السنية التي اتبعت المذهب المالكي، الذي كان سائدًا في نظام التعليم السني في تلك الفترة.
أهم إنجازات ابن بطوطة:
قام ابن بطوطة بعدد من الرحلات المثيرة خلال حياته، حيث أُعتبر من أوائل الذين قاموا برحلات طويلة الأمد، تعتبر مهمة في تاريخ السفر. ومن بين إنجازاته العديدة، تبرز الرحلات التالية:
رحلة ابن بطوطة إلى العراق:
كانت أولى رحلات ابن بطوطة في عام 1255م عندما كان في الحادية والعشرين من عمره. انطلقت رحلته بأداء مناسك الحج، واستمرت لأكثر من عام، قبل أن يتجه إلى العراق وبلاد فارس في السابع عشر من نوفمبر 1266م. استغرقت رحلته إلى العراق أكثر من أربعة عشر يومًا، حيث رافق قوافل الحجاج العائدين.
بعد ذلك، زار ضريح علي بن أبي طالب، وتوقف في النجف حيث استقبله حاكم الموصل وقدم له بعض النقود الفضية النادرة، ثم تابع إلى واسط والبصرة ومن ثم عبر نهر دجلة وقطع جبال زاغروس حتى وصل إلى أصفهان في إيران.
سافر ابن بطوطة أيضًا إلى مدينة شيراز بالجنوب الإيراني، وعاد إلى بغداد عام 1327 ميلاديًا. بعد ذلك، زار المناطق الشمالية بعد أن عبر طريق الحرير ووصل إلى تبريز، ثم زار الموصل وجزيرة ابن عمر وتركيا. ثم انضم إلى قافلة الحجاج وعاد إلى الموصل لأداء مناسك الحج مرة أخرى.
رحلة ابن بطوطة إلى شبه الجزيرة العربية:
قضى ابن بطوطة ثلاث سنوات في مكة المكرمة، من عام 1207 هـ إلى 1230 هـ، ثم انتقل إلى مدينة جدة ليتوجه إلى اليمن، حيث زار زبيد وواصل رحلة إلى الهضبة المرتفعة في تعز ثم صنعاء وعدن.
رحلة ابن بطوطة إلى الصومال:
استكمل ابن بطوطة رحلته بزيارة مدينة زيلع في الصومال، ثم انتقل إلى كاب جوردفوي واستغرق أسبوعًا في كل مدينة. وشملت وجهاته مدينة مقديشو وبلاد البربر وبلاد الزنج وبعض البلدان الساحلية. واستمر في رحلته إلى جزيرة مومباسا ومدينة كيلوا، ثم عاد إلى عمان وواصل إلى مكة لأداء مناسك الحج ثالثة.
رحلة ابن بطوطة إلى آسيا الوسطى:
توجه ابن بطوطة إلى الهند ثم بلاد الشام وتبعها تركيا وآلانيا، وزار قونية وسنوب وشبه الجزيرة العربية، وامتدت رحلته إلى مملكة القبيلة الذهبية والمجر وبولعار واستراخان والقسطنطينية عام 1344، وعاد بعدها إلى استراخان حيث زار بحر قزوين وبحر آرال، ثم انتقل إلى بخارى وسمرقند في أفغانستان ومن ثم إلى الهند.
رحلة ابن بطوطة إلى آسيا والصين:
توجه ابن بطوطة كذلك إلى الصين وزار كهومبهات في ولاية غوجارات، وكاليكوت، وأندونيسيا، بالإضافة إلى دلهي وجنوب الهند مثل هوسباتانا. ومن ثم زار جزر المالديف وسيريلانكا وكوريكود وولاية آسام، وسافر إلى جزيرة سومطرة وزار الفلبين، وفي نهاية رحلته عاد إلى الصين ومدينة هانغشو. بعد رحلة استمرت أربعة وعشرين عامًا، أرخ ابن بطوطة تجاربه في كتابه المعروف “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.”