أول من آمن بحادثة الإسراء والمعراج

تُعتبر حادثة الإسراء والمعراج واحدة من أعظم الأحداث التي شهدها التاريخ الإسلامي، وهي تُعد من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تعكس صدق نبوته. وإذا تحدثنا عن أول من صدق بهذه الحادثة، فإن الإجابة هي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الصحابي الجليل الذي كان من أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد كان نموذجًا يُحتذى به في تصديقه لآيات الله سبحانه وتعالى ولرسل الله وأنبيائه. لذا، سيتناول مقالنا في موقع أطروحة الحديث عن أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج، إلى جانب التعريف بصفات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكذلك ردود فعل المسلمين والكفار تجاه هذه الحادثة العظيمة.

إلقاء نظرة موجزة على الإسراء والمعراج

تُعتبر حادثة الإسراء والمعراج تجربة عظيمة نالت من النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين السنة الحادية عشرة والثانية عشرة من بدء بعثته. وهي من المعجزات الظاهرة التي تدل على صدق نبوته. في هذه الحادثة، أسرى الله تعالى برسوله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وأراه آيات من ملكوته، ثم عرج به إلى السماء السابعة. قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [1].

وخلال هذه الرحلة، فُرضت على النبي خمسون صلاة، لكنها خُفّفت لتصبح خمس صلوات. وكانت تلك الرحلة بمثابة مواساة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب، حيث أظهر خلالها العديد من الآيات العظيمة. ومن تلك الآيات، رؤيته للبراق، الذي هو دابة بيضاء تُعَدّ من عجائب الخلق، وكذلك رؤيته لجبريل عليه السلام بصورته الحقيقية، بالإضافة إلى الكثير من الآيات التي شهدت على صدق نبوته.

متى عطلة الإسراء والمعراج

أول من آمن بحادثة الإسراء والمعراج

أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو أول من صدق بحادثة الإسراء والمعراج. عندما سمع أعداء النبي خبر هذه الرحلة، اتجه مجموعة منهم إلى أبو بكر يسألونه عن رأيه فيما سمعه. فأجابهم: “لئن قال ذلك فقد صدق”. فعبروا عن تعجبهم قائلين: “أتصدقه بأنه ذهب إلى بيت المقدس وعاد في نفس الليلة؟” فأجابهم أبو بكر: “نعم، أصدقه في هذا، بل وأصدقه في أخبار السماء التي تأتيه في كل صباح ومساء.” ومنذ ذلك الحين، أطلق عليه لقب “الصديق”.

قصيدة عن الإسراء والمعراج

تقديم عن أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب القرشي التيمي، وكنيته أبو بكر. وُلِد بأرض مكة المكرمة عام 573 ميلادي، وكان من أعيان قريش. يعتبر أول الخلفاء الراشدين وأول من آمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الرجال. وصحب أبو بكر النبي محمد في هجرته من مكة إلى المدينة، وشارك في جميع غزواته.

عندما سُئل النبي: “أي الناس أحب إليك؟” أجاب: “عائشة”، فسأله السائل: “ومِن الرجال؟” فقال: “أبوها”، ثم أكد: “ثم عمر”، فكان واضحًا مكانته الكبيرة في قلب النبي. كما قال عليه الصلاة والسلام: “أَلَا إنِّي أَبْرَأُ إلى كُلِّ خِلٍّ مِن خِلِّهِ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ.” [3]

تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستمر في الحكم لمدة عامين وثلاثة أشهر. عُرف عهده بالعدالة والرحمة، وتوفي في عام 13 هـ عن عمر يناهز 63 عامًا. وقد وصّى بأن تغسله زوجته أسماء بنت عميس، وأن يُدفن بجانب النبي. وكانت آخر كلمات أبو بكر: “توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين”.

صفات أبو بكر الصديق

تلقّى سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه تقديرًا كبيرًا في قلوب المسلمين لما حظي به من صفات نبيلة. وهنا بعضٌ من تلك الصفات:

أولًا: الصفات الخُلقية

  1. الصدق والأمانة:
    كان معروفًا بصدقه وأمانته قبل أن يُسلم، وقد حصل على لقب “الصديق” نتيجة لتصديقه للنبي في جميع ما أبلغه من أخبار.
  2. الرحمة والشفقة:
    تجلّت رحمته في تعرضه للفقراء والمساكين، حيث كان يسعى دائمًا لقضاء حوائجهم، وكانت رقة قلبه تنعكس أثناء تلاوته للقرآن الكريم.
  3. الشجاعة:
    برزت شجاعته في مختلف الغزوات التي شهدها مع النبي، بالإضافة إلى دفاعه الحازم عنه في الأوقات الصعبة.
  4. الكرم والإحسان:
    كان من أكرم الناس، يُنفق مما لديه في سبيل الله بطيب نفس.

ثانيًا: الصفات الجسدية

كان يُطلق عليه “العتيق” نظرًا لجمال وجهه. ومن صفاته الجسدية وُجدت في المراجع أنه:

  • كان نحيف الجسم وقليل اللحم.
  • ذو بشرة بيضاء.
  • غائر العينين.
  • بارز الجبهة.

تهنئة بمناسبة الإسراء والمعراج

خصائص أبو بكر الصديق

لأبو بكر الصديق العديد من الخصائص الفريدة، ومن أبرزها:

  • سهولة التعامل، ولين القلب.
  • شجاعته في الدفاع عن الدين والنبي.
  • صدقه وأمانته التي لم يتغيرت مهما كانت الظروف.
  • نجاحه في التجارة وسمعته الحسنة فيها حتى قبل الإسلام.
  • عفوي وعاطفي كان يستخدم البكاء بسهولة.
  • ورعه وخوفه الشديد من الله.
  • دائمًا سباقًا لعمل الخير.
  • كان أول من أسلم من الرجال.
  • شهد جميع الغزوات مع سيدنا محمد.

مواقف المسلمين تجاه الإسراء والمعراج

اتفق المسلمون على اعتبار رحلة الإسراء والمعراج من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكان هناك ثلاثة مواقف رئيسية إزاء هذه الرحلة:

الموقف الأول:
موقف الإيمان والتصديق، كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث دافع عن النبي وأكد على صدق رسالته.

الموقف الثاني:
موقف الإيمان والتسليم، وهو موقف أغلب الصحابة الذين لم يشككوا في صدق النبي.

الموقف الثالث:
انشقّ عدد قليل من المؤمنين الجدد عن الجماعة، وانضموا إلى أعداء الإسلام في إنكار الحادثة، دون وجود معلومات واضحة عن عددهم أو أسمائهم.[5]

كلمة عن الإسراء والمعراج للإذاعة المدرسية

ردود أفعال كفار مكة تجاه الحدث

أبطل كفار مكة صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووجهوا له اتهامات بالكذب والسحر. زعموا أنه اختلق قصة الإسراء والمعراج ليظهر بثقة أمام قومه. واستندوا إلى أنه لا يمكن أن يسافر الإنسان من مكة إلى بيت المقدس ثم يصعد إلى السماء في ليلة واحدة. وكان أبو جهل هو من قاد الرفض بين القريشيين وحاول إثارة استهزاءهم بأقوال النبي.

ختامًا، وصلنا إلى نهاية مقالنا عن
أول من صدق بحادثة الإسراء والمعراج، حيث تم تناول تفاصيل الحادثة وصفات أبو بكر الصديق بشكل مختصر.

Scroll to Top