حصاني كان دلال المنايا: كلمات وشرح مفصل

في هذا المقال، سنستكشف قصيدة “حصاني كان دلال المنايا” بكلماتها ومعانيها الغنية. فالقصائد القديمة تحظى بشغف كبير لدى الكثيرين، خاصةً أولئك الذين يعشقون الشعر واللغة العربية الفصحى، حيث تحمل في طياتها كنوزاً من الكلمات والمعاني الراقية التي لا تنتهي. تُعتبر هذه القصائد تجسيداً للمعاني الجميلة التي تعكس أصالة الفكر والشعور. في هذا الإطار، سنناقش قصيدة “حصاني كان دلال المنايا” والتي تنتمي إلى العصر الجاهلي.

كلمات قصيدة حصاني كان دلال المنايا

كلمات قصيدة حصاني كان دلال المنايا
كلمات قصيدة حصاني كان دلال المنايا

نتناول في هذه الفقرة الأبيات الرائعة من القصيدة الشهيرة “حصاني كان دلال المنايا”. لقد حققت هذه القصيدة شهرة واسعة في الآونة الأخيرة، إذ يسعى الكثير من عشاق الشعر وعشاق القصائد القديمة إلى البحث عن هذه الأبيات وشرحها بتفصيل أكبر. وهذه هي الأبيات الكاملة:

إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناع                وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا

فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها             وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا

وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ                        وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا

وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزن                      وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا

يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي                إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا

وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ                  يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا

وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكن                      لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا

أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ                     وَصَيَّرنا النُفُوسَ لَهَ مَتاعا

حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا                     فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ

وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيب        يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا

أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ                     وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا

وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ                   لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا

مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي             وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا

إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي                    تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراعا

 
من القائل يارب ان عظمت ذنوبي كثرة،

تفسير قصيدة حصاني كان دلال المنايا

تفسير قصيدة حصاني كان دلال المنايا
تفسير قصيدة حصاني كان دلال المنايا

تُعتبر قصيدة “حصاني كان دلال المنايا” واحدة من أبرز القصائد التي تجسّد الفخر في الشعر العربي القديم. سنقوم في ما يلي بتقديم شرح شامل للأبيات ومعانيها:

  • إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناع                وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا

    فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها             وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا

يقدم الشاعر نصيحة مهمة للقارئ في بداية قصيدته، إذ يقول إنّ الدهر قد يكشف لك عن شوائب الحياة وصعوباتها، لذا عليك أن تتحلى بالشجاعة وتواجه الموت بكرامة، وقم بالدفاع عن نفسك وحقّك بكل ما أوتيت من قوة.

  • وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ                        وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا

    وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزن                      وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا

يُحثّ الشاعر هنا على عدم اختيار السهل والمريح، بل على مواجهة الحقيقة بقوة، كما لا يُفترض بشخص شجاع أن يبكي منزله أو أن يجعل النساء من حوله يعبرن عن حزنهن بتلك الطريقة القاسية.

  • يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي                إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا

    وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ                  يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا

يؤكد الشاعر هنا أن الموت حتمي ولا يمكن لطبيب أن يلغي هذا المصير، فلو كان بالإمكان تجنب الموت لأصبح الأطباء هم الخالدون.

  • حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا                     فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ

    وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيب        يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا

يظهر الشاعر فخره بحصانه الذي يقود إلى الموت، موضحًا أن حصانه كان يعمل بجد في معركة الموت، ويُعتبر سيفه بمثابة دواء للأعداء الذين يعانون من الألم.

  • أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ                     وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا

    وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ                   لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا

يستمر الشاعر في مدح نفسه، معترفًا بأنه عبد، ولكن ليس كأي عبد، فبشجاعته أصبح اسمه معروفًا. ويشير أيضًا إلى أن هيبته تكفي لتجعل الجبناء يواجهون أخطر الوحوش.

  • مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي             وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا

    إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي                    تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراعا

يختتم الشاعر بقوله إن هيبته وشجاعة سيفه ملكتا الأرض، مما جعل الأعداء يشعرون بالخوف ولا يجدون مكانًا للاختباء منه. فالبطل الذي يهرب من شجاعته يخشى من وجهه الكلمات.

 
شرح قصيدة ارخت عمان جدائلها

معاني المفردات في قصيدة حصاني كان

معاني المفردات في قصيدة حصاني كان
معاني المفردات في قصيدة حصاني كان

سنعرض فيما يلي جدولاً يوضح معاني بعض المفردات التي قد تكون صعبة القليل، والتي تواجدت في الأبيات:

المفردات شرح المفردات
المنية تشير إلى الموت ولحظة الوفاة.
الهيجا تعني المعركة.
السباعجمع كلمة السبع، وهو الأسد.
الحسام ترمز إلى السيف.
الأقطار تشير إلى البلدان والدول.

 
قصائد وأشعار في ذكرى الإسراء والمعراج

مؤلف قصيدة حصاني كان دلال

مؤلف قصيدة حصاني كان دلال
مؤلف قصيدة حصاني كان دلال

إنّ مؤلف هذه القصيدة الشهيرة هو الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد، الذي بدأ حياته كعبد قبل أن يتحرر ويصبح من أبرز الفرسان المدافعين عن قبائلهم. وُلد عنترة في عام 525 ميلادي في الجزيرة العربية، وقد اشتهر بشجاعته وحبه لعبلة بنت مالك، حيث كتب العديد من القصائد في حبها. توفي في عام 608 ميلادي بعد أن ترك بصمة عميقة في الأدب العربي.

بهذا نكون قد أنهينا مقال “حصاني كان دلال المنايا” الذي تناول كلمات القصيدة وشرح معانيها، بالإضافة إلى لمحة عن المؤلف الشاعر عنترة بن شداد.

Scroll to Top