حكم الأضحية في عيد الأضحى وطريقة أدائها وشروطها

تُعتبر الأضحية في عيد الأضحى من الأحكام الشرعية المهمة التي تشغل بال كل مسلم ومسلمة مع اقتراب حلول هذا العيد المبارك. فقد شرع الله تعالى ذبح الأضاحي لحجاج بيته الحرام وسائر المسلمين في العالم. يهتم موقع أطروحة من خلال هذا المقال بتوضيح حكم الأضحية في عيد الأضحى وكيفية تنفيذها.

حكم الأضحية في عيد الأضحى

حكم الأضحية في عيد الأضحى
حكم الأضحية في عيد الأضحى

يُعد حكم الأضحية في عيد الأضحى من السنة المؤكدة التي فعلها النبى محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يُضحي سنويًا بكبشين أملحين، الأول عن نفسه وآله، والثاني عن أمته. ومن المهم التأكيد على أن تقديم الأضاحي في عيد الأضحى ليس واجبًا على المسلمين، بل هو اتباع لهدي النبي الكريم، وإذا كان المسلم غير قادر على ذلك فلا حرج عليه. والله ورسوله أعلم.

شاهـد أيضًا: 
متى بداية عيد الأضحى المبارك

حكم الأضحية للمتزوجين

حكم الأضحية للمتزوجين
حكم الأضحية للمتزوجين

يتساءل البعض عن حكم مشاركة الزوجين في شراء الأضحية وتقديمها في عيد الأضحى. والحكم هنا هو الجواز بشرط أن يتفق الزوجان على النية وأن يلتزما بشروط الأضحية، مثل الامتناع عن قص الشعر والأظافر من بداية شهر ذي الحجة. والله ورسوله أعلم.

 
حكم ترتيب أعمال يوم العيد

الأضحية وكيفية تنفيذها

الأضحية وكيفية تنفيذها
الأضحية وكيفية تنفيذها

وضح الإمام ابن باز رحمه الله حكم الأضحية وأسلوبها، حيث قال:

الأضحية سنة مؤكدة، فقد كان النبي محمد ﷺ يضحي سنويًا بكبشين أملحين. كان يذبح واحدًا عن محمد وآل محمد، والثاني عن أمته. هذه كانت عادته سنويًا، ورغم كونها سنة مؤكدة، يجب أن يقدم المسلم على التضحية إذا استطاع، إذ يُمكنه أن يضحي بواحدة تنوب عنه وعن أسرته. وإذا رغب في التضحية بأكثر من واحدة، فلا إشكال في ذلك. وإذا كان عاجزًا، فلا شيء عليه، فالأضحية سنة مؤكدة لمن لديه القدرة. أما فيما يتعلق بكيفية الأضحية من الإبل، فإنه يمكن التضحية بها عن سبعة أشخاص، كما يُمكن التضحية بالبقرة بنفس الطريقة. التاريخ يعلم أن المسلمين كانوا يضحون بالبدنة أو البقرة عن مجموعات من المسلمين، وهذا يدخل كذلك في الهدي في الحج. المؤمن يأكل من أضحيته ويوزع على أصدقائه وعائلته، فهذا هو الأسلوب المتبع.

وجهات نظر الفقهاء حول حكم الأضحية

وجهات نظر الفقهاء حول حكم الأضحية
وجهات نظر الفقهاء حول حكم الأضحية

تباينت آراء الفقهاء حول حكم الأضحية إلى قولين:

  • القول الأول: تعتبر الأضحية من السنن المؤكدة في نظر جمهور العلماء، وقد استند أهل العلم في ذلك إلى الحديث الذي ورد فيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ثلاث هن علي فرائض ولكم تطوع: النحر والوتر وركعتا الضحى”.
  • القول الثاني: اعتبرها الأوزاعي والليث وأبو حنيفة من الواجبات، واستندوا إلى الحديث المعروف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من وجد سعة ولم يضحِّ فلا يقربنّ مصلانا”.

 
ما حكم صيام أول يوم عيد

آداب المضحي

آداب المضحي
آداب المضحي

عند الحديث عن حكم الأضحية في عيد الأضحى، من الضروري معرفة آداب المضحي. فقد بينت آراء العلماء، مثل الجمهور والمالكية والشافعية، أن الأفضل للمسلم أن يمتنع عن قص شعره أو أظافره عند دخول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة حتى يُضحي.

 
حكم من فاتته صلاة العيد

شروط الأضحية

شروط الأضحية
شروط الأضحية

استند العلماء بناءً على ما ورد في القرآن والسنة، لتحديد ستة شروط للأضحية، وهي:

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام: مثل الإبل والبقر والضأن والمعز، استنادًا لما ورد في سورة الحج، حيث قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.
  • أن تبلغ الأضحية السن الشرعي: حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”.
  • أن تخلو الأضحية من العيوب: مثل العور والمرض والعرج والهزال الشديد.
  • أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي: فلا يجوز التضحية بأنعام مغصوبة أو مسروقة، إذ إن الله عز وجل يحرم التقرب إليه بالمعاصي.
  • أن لا تكون الأضحية مرهونة للغير: فلا يجوز التضحية بأنعام في حقها حقوق للآخرين.
  • أن تتم التضحية في وقتها المخصص: وهو من بعد صلاة العيد حتى غروب آخر يوم من أيام التشريق.

وقت ذبح الأضحية

وقت ذبح الأضحية
وقت ذبح الأضحية

يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد الانتهاء من صلاة عيد الأضحى ويمتد حتى غروب آخر يوم من أيام العيد، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة. يُفضل ذبح الأضاحي مباشرة بعد صلاة العيد تطبيقًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

شاهد المزيد: 
متى يبدأ وقت ذبح الأضاحي ومتى ينتهي

كيفية توزيع الأضحية

كيفية توزيع الأضحية
كيفية توزيع الأضحية

وضع الإمام ابن باز رحمه الله أسس توزيع الأضحية، حيث قال:

الأضحية هي عبادة شرعها الله لعباده، وساهم في التقرب إليه في عيد النحر. ولم يُحدد الله ما يمكن أن يأخذه المضحي وما يجب عليه إطعامه للفقير. قال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]. كما قال: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36]. يُشَرع للمؤمن أن يأكل من أضحيته، ويمكنه توزيع الثلث للفقراء وتناول الثلثين مع أسرته. إذا رغب في إعطاء أقل من الثلث، فلا مشكلة، كما يمكنه تقديم جزء للجار والأقارب. الأمر هنا واسع والحمد لله.

 
حكم التلبية في الحج والعمرة وحكم الدعاء بعدها

أدلة مشروعية الأضحية من القرآن والسنة

أدلة مشروعية الأضحية من القرآن والسنة
أدلة مشروعية الأضحية من القرآن والسنة

إليكم بعض الأدلة على مشروعية الأضحية في عيد الأضحى من القرآن الكريم والسنة النبوية:

  • قال الله تعالى في سورة الكوثر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بِيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، وَوضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا”.
  • عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: “شَهِدْتُ الأضْحَى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَعْدُ أَنْ صَلَّى وَفَرَغَ مِن صَلَاتِهِ، فَإِذا هو يَرَى لَحْمَ أَضَاحِيَّ قدْ ذُبِحَتْ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاتِهِ، فَقالَ: مَن كانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، أَوْ نُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَن كانَ لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ باسْمِ اللَّهِ”.

بهذه الأدلة من الكتاب والسنة، نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقالنا حول حكم الأضحية في عيد الأضحى، والذي تناول أحكام الأضحية في الإسلام وأبرز شروطها وآدابها وطرق توزيعها.

Scroll to Top