ما الذي شاهده الرسول خلال رحلة الإسراء والمعراج؟

تعتبر حادثة الإسراء والمعراج من أبرز الأحداث في تاريخ الأمة الإسلامية، وتجسد واحدة من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تبرز صدق نبوته. حيث أسرى الله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس. ومن ثم أراه معالم مملكته، وعرج به إلى السماء السابعة. في هذا المقال، يسلط

موقع أطروحة

الضوء على ما رآه الرسول في رحلة الإسراء والمعراج، وتاريخ وقوع هذه الرحلة، بالإضافة إلى الرؤية المدهشة للبراق وكافة الأنبياء.

ما هي رحلة الإسراء والمعراج؟

تُعد رحلة الإسراء والمعراج واحدة من أبرز المناسبات الدينية في الإسلام، حيث تبدأ بالأسري، وهي الانتقال الذي قام به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى على دابة تُسمى البراق، وكان برفقته جبريل عليه السلام. وبعد ذلك، عرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء حتى بلغ سدرة المنتهى.

قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[1]

في هذه الرحلة، تم فرض خمسين صلاة على النبي، ولكنها خُففت بعد ذلك إلى خمس صلوات. وقد جاءت هذه الرحلة كمواساة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد فقدانه للسيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب.

تُعتبر رحلة الإسراء والمعراج واحدة من أعظم المعجزات التي أيد بها الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ثبتت صدق نبوته وصدقية رسالته، وتذكر المسلمين بعظمة وقدرة الله ورحمته.

ماذا رآه الرسول في رحلة الإسراء والمعراج؟

مثلت رحلة الإسراء والمعراج اختبارًا عميقًا لإيمان المسلمين ويقينهم، وكانت فرصة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لمعاينة عجائب القدرة الإلهية. كما إنها كانت مناسبة لمناجاة الله في مكان لم يصل إليه أي بشر. وفيما يلي بعض الآيات العجيبة التي شهدها النبي في هذه الرحلة المباركة:

اطلع أيضًا على:
تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج

جبريل في هيئته الحقيقية

جبريل عليه السلام، أحد أعظم الملائكة، هو المسئول عن نقل الوحي. وقد رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم جبريل مرتين في حياته: الأولى في بداية الوحي على الأرض، والأخرى في ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى. ووفقًا لرواية النبي، وُصف جبريل بأنه يمتلك 600 جناح، ويتألق من ريشه الدر والياقوت، وهو ذو قوة عظيمة، حيث رفع مدائن قوم لوط بإرادة الله.

رؤية البراق

البراق هو دابة بيضاء ذات جناحين، تطير في الهواء وتتميز بأنها أكبر من الحمار وأصغر من البغل. وقد استخدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم البراق في رحلة الإسراء والمعراج.

وصف النبي صلى الله عليه وسلم البراق بقوله: “أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابةٌ أبيضُ طويلٌ، يضعُ حافرَه عند مُنتهى طرفِه فلم نزايلْ ظهرَه أنا وجبريلُ حتى أتيتُ بيتَ المقدسِ، ففُتِحتْ لي أبوابُ السماءِ، ورأيتُ الجنَّةَ والنَّارَ”.[2]

اطلع أيضًا على:
أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج

رؤية الأنبياء

خلال رحلة الإسراء والمعراج، شهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأنبياء والمرسلين يصلون خلفه. كما جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“فانطلقتُ مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا ولنِعمَ المجيء جاء. فأتيتُ على آدم فسلمتُ عليه، فقال: مرحباً بك من ابن ونبيٍّ…”[3]

مالك صاحب النار

رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته المَلَك مالك، خازن النار، الذي بادره بالسلام.

اطلع أيضًا على:
كلمة قصيرة عن حادثة الإسراء والمعراج

البيت المعمور

البيت المعمور هو موجود في السماء السابعة، ويستقبل يوميًا سبعين ألف ملك لا يعودون إليه مرة أخرى. وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: “فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم”.[4]

سدرة المنتهى

سدرة المنتهى هي الشجرة التي وقف عندها النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام. وهي الشجرة التي تقع على يمين العرش في السماء السابعة، حيث تعتبر نهاية علم الملائكة. وقد اختلف العلماء في تحديد موقعها، حيث يرجح البعض أنها في السماء السابعة وآخرون في السماء السادسة.

نهر الكوثر

نهر الكوثر هو نهر في الجنة ماؤه أبيض كاللبن وحلو كالعسل، ومحتوياته بحجم نجوم السماء. وقد أعطاه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ورآه في رحلة المعراج.

اطلع أيضًا على:
موعد ليلة الإسراء والمعراج

رؤية النار

في أثناء الرحلة، جعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُشاهد عذاب النار، حيث رأى أشخاصًا يُعذبون في جحيمها. وقد شهد النبي بعض الأفراد الذين كانت أظافرهم من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، وعند سؤاله عن هويتهم، أخبره جبريل أنهم من الذين يتعرضون لأعراض المسلمين. كما رأى رجلًا يستحم في نهر ويلقم الحجارة، وأخبره جبريل أنه آكل الربا.

اطلع أيضًا على:
كلمة قصيرة عن حادثة الإسراء والمعراج

تاريخ رحلة الإسراء والمعراج

تباينت الآراء بين العلماء حول موعد حادثة الإسراء والمعراج، حيث اختلفوا بشأن السنة التي وقعت فيها. بعض العلماء يشيرون إلى أنها حدثت قبل الهجرة بسنة، وقد يُرجح أنها وقعت في ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، بينما يُرجح آخرون أنها كانت في ليلة السابع أو السابع والعشرين من شهر رجب في السنة الثانية عشر من البعثة النبوية أي قبل الهجرة بسنة واحدة. ولكن من الصحيح أنه لا يوجد دليل قاطع يُحدد الموعد بدقة.

نصل هنا إلى النهاية في مقال
ماذا رأى الرسول في رحلة الإسراء والمعراج
، متناولين الآيات الجليلة التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم خلال هذه الرحلة الفريدة.

Scroll to Top